تحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة لباس المناسبات لسنة 2002 وفازت بعديد الجوائز التشجيعية على المستوى الجهوي. ومازالت السيدة شيراز الخوني الشابي مصممة الأزياء تطمح لمزيد الحصول على جوائز أخرى تترجم حرصها الشديد على المحافظة على اللباس التقليدي باعتباره شاهدا على تراثنا الاجتماعي الجميل. ووصول السيدة شيراز إلىهذه المرتبة من التميز لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة إصرار وكفاح من أجل إثبات الذات في مجال كثرت فيه المنافسة واشتدت نظرا لتشجيع الدولة المتواصل على الاستثمار في هذا القطاع (أي قطاع اللباس التقليدي) وإحيائه حتى يكون حاضرا في ذهن كل التونسيين وفي كل المناسبات. وعن بداياتها تقول «انقطعت عن التعليم وأنا بالمرحلة الجامعية شعبة الانقليزية ودخلت ميدان الشغل والتحقت بمجال الطيران المدني وعملت مدة ثلاث سنوات مضيفة طيران وتمكنت خلال هذه المدة من زيارة عديد العواصم العالمية واطلعت على مختلف خطوط الموضة في العالم والجديد فيها لأنها كانت مسكونة بهاجس التصميم مما جعلها لا تقصد إلا أكبر المحلات التي تعرض آخر صيحات الموضة وتضيف السيدة شيراز أنه بعد زواجها والانقطاع عن العمل كمضيفة طيران قرّرت التخصص في مجال الموضة وتصميم الأزياء وتفجير طاقاتها الإبداعية وإخراج موهبتها إلى النور. **تكوين أكاديمي تقرّ ضيفتنا أن الموهبة أساس كل عمل إبداعي لكن يظل التكوين الأكاديمي مكمّلا ضروريا للموهبة ولذلك عمدت إلى دخول عالم الأزياء من الباب الصحيح وتلقيت تكوينا أكاديميا ساعدني على معرفة المزيد عن هذا المجال وكشف تفاصيله. وتقول « تحصلت على شهادة في التصميم من أحد معاهد الموضة بتونس وكان ذلك سنة 1996 وبعدها بسنتين فتحت ورشة خياطة مختصة في اللباس التقليدي المبتكر بتشجيع من زوجي الذي ساعدني على تكوين رأس مال محترم يخول لي بدء مشروعي دون صعوبات وعن أسباب اختيارها للتخصص في اللباس التقليدي تقول بحكم دراستي بالولايات المتحدةالأمريكية اكتشفت أن اللباس التقليدي التونسي غير معروف خارج الوطن بالكيفية التي يعرف بها اللباس التقليدي الشرقي وكان كثيرا ما تُوجّه إليّ أسئلة من قبل زميلاتي الأمريكيات عن أهم العادات والتقاليد التونسية وخاصة في ما يتعلق باللباس التقليدي ومن هذا المنطق قررت التركيز في عملي على هذه النوعية من اللباس فكان مشروعي المخصص للباس المناسبات. أمّا عن اتجاهاتي في التصميم فأنا أستوحي تصاميمي من اللباس التقليدي بنسبة 90 وأهتمّ خاصة بالاكسسوارات وغطاء الرأس وأعتمد على العمل اليدوي ويحضر العدس و»الكونتيل» بكثافة في تصاميمي وهذا الأمر يتطلب تركيزا وحذقا وذوقا خاصا مما يجعلني أبذل مجهودا مضاعفا لإتمام أي تصميم جديد. **التميّز ضروري المصمّمة شيراز الشابي تقرّ أنّ مجال تصميم الأزياء والتخصص في اللباس التقليدي المبتكر ليس بالأمر الهين فحتى يثبت الشخص مكانته في خضمّ هذا القطاع الذي يستقطب عددا هاما من الناشطين فيه لا بدّ من المراهنة على الجودة ومحاولة إقناع المستهلك بجدوى وجمالية المنتوج. بالإضافة إلى العمل من أجل الإبداع لا من أجل الربح كما أن الإصرار على تقديم الجديد والخروج بابتكارات متميّزة من شأنها أن تأسس للنجاح والتفرّد وتقول شيراز وضعت نصب عيني كل هذه الشروط وعملت على توفيرها في تصميماتي والحمد للّه إني تمكنت من الظفر بزبائن قارين عددهم آخذ في التزايد نظرا للعقلية الجديدة التي أصبحت تتمتع بها التونسية التي سجلت حضورا مكثفا من خلال عودتها لكل ما هو تراثي وجميل وأنيق وتمكنت خلال بضع سنوات من تنظيم عدة عروض أزياء خارج الوطن وتنظيم عدّة عروض داخل تونس بمعدل عرضين في السنة. **شكر وانتظارات تقول السيدة شيراز إنها مدينة بنجاحها في عالم تصميم الأزياء إلى والدتها التي غرست فيها هذه الموهبة وإلى زوجها وأبنائها الذين ساعدوها على إنجاح مشروعها بتفهم طبيعة عملها وتشجيعها بالأفكار والتصورات وهي بالتالي تقدم لهم شكرا خاصا يحمل الكثير من الإمتنان والتقدير. وتوجه شكرها أيضا للديوان الوطني للصناعات التقليدية الذي شجعها على تنظيم عروض لأزيائها أما عن انتظاراتها فتقول أرجو أن يحمل لنا هذا العام الجديد مفاجأة تتمثل في تنظيم مهرجان خاص بالموضة على غرار تظاهرة الخمسة الذهبية مع إعطاء الفرصة للمحترفين في ميدان تصميم الأزياء.