نظرت مؤخرا ابتدائية باجة في مطلب استئناف تقدّم به كهل كان تورط في قضية اعتداء بالعنف الشديد على صديقته ونال من اجله ابتدائيا حكما بالسجن مدة 6 أشهر. واثر المفاوضة القانونية تقرر الحطّ من العقوبة الى 4 اشهر. وبالعودة الى ملف القضية علمنا ان كهلا جاوز العقد الرابع من العمر تعرف الى امرأة تقاربه سنّا وقرر قضاء يوم كامل مع بعضهما. انطلقت الرحلة من احدى مدن باجة بتناول الفطور وكمية قليلة من الخمر ثم انتقلا الى ضيعة المستأنف في قضية الحال. وهناك انضمّ اليهما اثنين من اصدقاء الكهل فاشتركوا كلهم في احتساء الخمر انتهت الجلسة الخمرية وركب الكهل سيارته مع المرأة وأحد اصدقائه وانطلقوا في اتجاه مدينة باجة. وفي الطريق اوقف الكهل السيارة ونزل الركّاب الثلاثة المتهم ورفيقته لكن خلافا نشب بين الكهل والمرأة فعنّفها ثم تركها طريحة الارض وانصرف صحبة رفيقه وامتطيا السيارة وغابا عن الانظار. تحاملت المرأة على نفسها وزحفت مسافة طويلة نسبيا لتدرك الطريق فتمددت وسطه وقد لمحها احد متساكني تلك المنطقة وذهب في ظنه ان سيارة قد صدمتها فقام بإعلام اعوان الحماية المدنية الذين اعلموا اعوان الحرس الوطني بباجة وأنطلق الجميع على جناح السرعة الى مسرح الواقعة حيث وجدوا المرأة على الحال الذي بلغهم. تم نقل المتضررة الى المستشفى الجهوي بباجة وسئل المخبر ان كان شاهد عملية حادث المرور فأفاد الاعوان انه لم يشاهد اصطداما وانما رجّح ان تكون العملية ناتجة عنه. قدّمت الاسعافات اللازمة للمتضررة بالمستشفى المذكور ولما استفاقت نسبيا من شبه غيبوبتها افادت اعوان الحرس بأن سيارة قد صدمتها عندما ارادت قطع الطريق. ولكن الشهادة الطبية التي حررها الطبيب لتحديد الاضرار التي لحقت بها تضمنت ما يتنافى مع الاضرار التي يخلّفها حادث المرور فالسيارة لا توجّه لكمات ولا تكسر اصبعا وتترك بقية اليد. انتظر الاعوان حتى تستفيق المتضررة كليا لإعادة استنطاقها وفي صبيحة اليوم الموالي كان لهم ذلك وبمواجهة المتضررة بمحتوى الشهادة الطبية اعترفت بالتفاصيل الآنف ذكرها (حادثة الاعتداء بالعنف) وافادت الاعوان بأسماء وأوصاف من شاركوها الجلسة الخمرية. وبالعودة الى دفاترهم اكتشف الاعوان ان المرأة قد تعرضت الى عملية مغالطة من طرف رفاقها عند تقديم هوياتهم لها وهو ما صعّب مهمة الوصول اليهم. ولكن حنكة اعوان الحرس وفطنتهم قد مكنتهم من ايقاف الرفاق الثلاثة بالاعتماد على اوصافهم ومكان الجلسة الخمرية بالاضافة الى اوصاف السيارة واثر الاستنطاق اخلي سبيل الرفيقين لعدم ثبوت اي ادانة في حقهما في حين احتفظ بالمتهم المستأنف على ذمة باحث البداية بعد ثبوت تهمة الاعتداء بالعنف الشديد في حقه بمفعول تصريحات المتضررة وشهادة رفيقه الذي حضر الواقعة. تم التحرير على المتهم ثم احيل وملفه على ممثل النيابة العمومية ومنه الى العدالة لينال في مناسبة اولى حكما بالسجن مدة 6 اشهر من اجل ما نسب اليه. واثناء اقامته بالسجن كلّف المتهم محاميا وتقدّم بمطلب استئناف فتم تعيين جلسة للغرض. ولدى مثوله بالجلسة المذكورة اعترف المتهم بما نسب اليه مرجعا ذلك الى حالة السكر التي كان عليها حينها وهو ما سانده فيه محاميه الذي حاول اقناع قاضي المكان بأن محتوى الشهادة الطبية لا يتماشى وتهمة الاعتداء بالعنف الشديد طالبا النزول بالتهمة الى العنف الخفيف واستبدال العقاب البدني بخطية مالية او عقاب بدني مؤجل. واثر المفاوضة تم قبول الاستئناف شكلا وفي الاصل الحطّ من العقاب البدني من 6 أشهر الى 4 اشهر.