أنجز المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي في اجتماعه مساء أول امس خطوة مهمة، هي الاولى في اطار البدء في تنفيذ الاعدادات للمؤتمر القادم المحدد لشهر مارس القادم. وبرغم أن التوقيت والتزامات البعض لم تسمح للمكتب السياسي الذي تغيب عنه اربعة من أعضائه (الزغلامي الغندور نزار قاسم قدّيش) بانهاء النقاش حول طبيعة الهيكلة وتقييم اشغال المجلس المركزي الاخير فإن المكتب السياسي قد اقر بصفة عملية تشكيل عدد من اللجان لبدء الاعداد للمؤتمر وتحضير كامل مستلزماته المادية والادبية، وفي هذا الاطار اتفق المكتب على تشكيل لجان لاعداد لوائح المؤتمر (سياسية ثقافية وتربوية نظام داخلي...) بالاضافة الى لجنة للاعداد المادي واخرى للهيكلة. وعلى أن كل اللجان قد توضّحت تركيبتها ومهامها فإن اللجنة الاخيرة (الهيكلة) قد أرجئ النظر في مشمولاتها وتركيبتها للاجتماع القادم للمكتب المقرر الاسبوع المقبل. هيكلة وتأكّد ل «الشروق» من مصادر الوحدوي ان ملف الهيكلة سيكون من أهم الملفات الساخنة خلال الفترة القادمة وقد يكون بهذا الحساب من المرجّح ان يتحوّل كامل المكتب السياسي الى لجنة للهيكلة على اعتبار اهمية هذا الموضوع في تحديد مآل المؤتمر بل مستقبل الحزب مرة واحدة. وتدور في اذهان المكتب السياسي عدّة قراءات للامكانيات الممكن تنفيذها لاقرار هيكلة الحزب ففي الوقت الذي يرى فيه البعض اهمية تجديد كامل الجامعات يرى اخرون تحيينها فقط وذلك بالابقاء على الموجود منها حاليا واتمام البقية بالانجاز او سد الشغور والنقص الحاصل. خلفيات وهذا الاختلاف ينطوي على خلفيات أصحاب الاراء المتقابلة ورؤيتهم من انعقاد المؤتمر او عدمه، ذلك أن الهيكلة الجديدة ستفرز تركيبة سياسية جديدة يعمل كل طرف على ان تكون الى جانبه وفي معاضدته خلال الفترة القادمة. أحد اعضاء المكتب السياسي للوحدوي قال ل «الشروق» «إن الحزب قد أبتلي بعدم الوضوح وسيبقى كذلك الى حين أن تتواجد ظروف حقيقية تساعد على الخروج الفعلي بالحزب من أزمته...» هذا التوجّه يشير ا لى أن الحسابات التحالفية والمصلحية ما تزال هي سيدة الموقف داخل الحزب برغم انه اجتاز في فترة ماضية مسألة الفراغ الحاصل في الامانة العامة وهي التي قد لا تتوضّح قبل بيان المواقف من الهيكلة الجديدة وتقييم ما تلى المجلس الوطني الاخير. مسار عدم الوضوح الذي يتعامل به «المكتب السياسي للوحدوي يحمل في جوانب اخرى منه قراءة في مسار الحزب ذلك ان البعض يرى أن المؤتمر القادم يجب ان يكون فاصلا مع المرحلة السابقة وأن تتحقق عبره «قفزة نوعية» ترتقي بالحزب الى الامام ويرى هؤلاء ان الفترة الحالية للحزب هي استثنائية وانتقالية وهي في شكل من أشكالها تواصل مع المرحلة السابقة من تاريخ الحزب الممتدة على اكثر من 16 سنة، في حين يرى البعض ان الازمة قد انتهت وان المسائل في أبهى صورها وان لا شيء يدفع الى استعجال الدخول في مغامرة أخرى قد لا يكون الوضع السياسي للحزب والوضع العام في الساحة السياسية غير متناسبة معها، وفي الوقت الذي يقيم فيه الشق الاول حساباته على الحيف الذي تعرّض له بيان المجلس المركزي والذي قد تكون من تداعياته الاستقالة التي بعث بها عضو المجلس المركزي خليل الرقيق (الاستقالة التي رفضها المكتب السياسي) وهو احد الوجوه البارزة في الحزب فإن البقية يقولون ان كل المسائل سيتم تجاوزها وسيتحصل الحزب على المزيد من المكاسب حتى وان تأجل المؤتمر الى نهاية العام الحالي او بداية العام المقبل. فإلى أين تؤشر بوصلة الوحدويين؟ وكيف سيكون التعامل مع سوابق المؤتمر ولواحق الهيكلة الجديدة؟