أقر المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي في اجتماعه مساء أول أمس موفى نهاية شهر ماي القادم كسقف زمني لاتمام هيكلة الحزب على مستوى الجامعات. ويأتي هذا الاقرار ليؤكد مرة أخرى ما ذهبت إليه «الشروق» من وجود خطوات عملية داخل الحزب لتأجيل المؤتمر ناجمة عن اختلافات حقيقية بين مختلف الأطياف التي تشكل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي. ومن المفارقات التي آل اليها الوضع داخل الحزب هو انقلاب المفاهيم في جدولة أعمال وأنشطة الحزب فقد أضحى من الغريب أن يقر المكتب السياسي انهاء الهيكلة (التي ستوضح نيابات المؤتمر، في وقت يلي الموعد المقرر لعقد المؤتمر). ويعد هذا التمشي «المقلوب» ليبرز مرة أخرى أن الفرقاء في الوحدوي لم يجدوا بعد الطريق الذي سيمكن من وحدة صفوفهم والاتفاق على خطوط وعمل واضحة للفترة القادمة. تناقض يذكر أن المجلس المركزي للحزب (أعلى سلطة بين مؤتمرين» قد قرر منذ 6 أشهر وتحديدا منذ موعد طبرقة (16 و17 جويلية 2004) عقد المؤتمر الرابع للحزب خلال شهر مارس 2005 غير أن حرص جل المتواجدين داخل المكتب السياسي على استدامة الوضع حفاظا على مواقعهم الحالية قد دفع أكثر من مرة الى عدم تحفيز الاجراءات العملية لاعداد المؤتمر بل ان كل الوقائع تدل على أن حجم الخلافات قد عاد الى التصاعد مرة أخرى وأن آمال تطويقه قد تناقصت بحكم البون الشاسع في الرؤى ووجود ما يشبه «الريبة» في علاقات قيادات الحزب بمن فيهم الأعضاء النواب في البرلمان. مناوشات ولم يحل اجتماع المكتب السياسي الجمعة الفارطة من مناوشات بين أكثر من عضو داخل المكتب السياسي (عبد الكريم عمر مصطفى اليحياوي ومحمد الخلايفي المنصف الشابي) ومن اختلافات في تقييم الأوضاع التي يمر بها الحزب وحقيقة المنجزات التي تحققت في الفترة الأخيرة وطبيعة النظرة الى ما تم التوصل اليه من حلول ظرفية في اجتماعات المجلس المركزي الأخيرة. ولم يعد خافيا على المتابعين لشؤون الوحدوي الصعوبة التي أصبحت موجودة في امكانية توصل المكتب السياسي الى اتفاقات صحيحة يمكن أن ترأب الصدوع الموجودة وتقرب وجهات ا لنظر. ومن المفارقات التي وقع فيها الحزب حاليا أن يصدر المكتب السياسي برنامجا وجدولة لتجديد الجامعات واعادة هيكلة في تناقض مع مقررات أعلى السلطة في الحزب (المجلس المركزي) ويقع ذلك دون الافصاح علنا عن الاستحالة التي أصبحت موجودة في عقد المؤتمر في موعده المحدد. عدم وضوح ورجحت مصادر من داخل المكتب السياسي ل»الشروق» أن يؤدي عدم الوضوح الموجود في مواقف أعضاء المكتب ا لسياسي الى عدد من التطورات على مستوى الحركية العامة داخل الحزب خاصة وأن الجدولة النهائية لم تتوضح بعد وأن كل ما حدث الى حد الآن هو تقسيم الولايات (الجامعات) الى أنواع أربع وتصنيفها بحسب طبيعة الاجراء الذي سيشملها سواء أكان اعادة هيكلة أو استشارة حول الرغبة في ذلك أو بعث جديد لجامعات لم تكن موجودة أصلا. وستكون الهيكلة خلال الأسابيع القادمة محل «تنازع» بين قيادات الوحدوي على اعتبار أن الحظوظ في الحصول على المطامح والمواقع يمر حتما عبر الضمانات التي يمكن أن تقدمها الجامعات التي ستصعد نواب المؤتمر القادم. وفي انتظار استكمال مشهد الهيكلة سيكون من المهم انتظار الكيفية التي سيغادر بها الحزب التناقض الموجود على مستوى انهاء الهيكلة في وقت لاحق عن المؤتمر والذي يفترض بالضرورة الاعلان عن تأجيل المؤتمر أو العودة بتواريخ انهاء الهيكلة الى فترة سابقة عن المؤتمر المحدد لشهر مارس القادم.