عزّزت امس القوات الامريكية الحصار على مدينة الموصل التي قطعت تقريبا عن العالم الخارجي تحضيرا على ما يبدو لاعتداءات واسعة قد تتعرض لها المدينة في الايام المقبلة قبل حلول موعد الانتخابات المقرر ان تتم موفى الشهر الجاري.. وفي محاولة لاسكات صوت المقاومة كان الطيران الامريكي قد قصف قبل ايام منازل المدنيين قرب الموصل بالقنابل الثقيلة مخلفا عددا كبيرا من الشهداء بينما لاحظت مصادر امريكية تأجج المقاومة المسلحة في ثلاث محافظات سنيّة. ويسعى الامريكيون وحلفاؤهم في الحكومة المعيّنة التي يرأسها اياد علاوي الى اخضاع المدن والبلدات السنية التي تعد معاقل للمقاومة بما فيها الموصل التي وصلتها مزيد من التعزيزات الامريكية قبل حوالي ثلاثة اسابيع فقط من انتخابات الثلاثين من جانفي. الموصل تحت الحصار وقامت امس قوات الاحتلال المدعومة بوحدات من الجيش العراقي (الذي الحقت به قوة الحرس الوطني السابقة) باغلاق الجسور الخمسة على نهر دجلة التي تصل جانبي مدينة الموصل. وأُغلقت الجسور اعتبارا من فجر امس ثم شرعت القوات الامريكية والعراقية على الفور في منع مرور السيارات. وزيادة على عزل الاحياء الجنوبية عن الشمالية اقام الامريكيون وعناصر الجيش العراقي حواجز تفتيش وسط المدينة وفي قسمها الشمالي. وطوقت قوات الاحتلال المنطقة الصناعية غربي المدينة وشارع بغداد في الموصل الجديد. بينما انتشر افراد الجيش العراقي في عدة احياء. وبعد قليل من انتشار الوحدات الامريكية والعراقية اندلعت مواجهات مع المقاتلين العراقيين في عدد من الأحياء. وقد قتل ما لا يقل عن 3 من افراد الجيش العراقي في هجوم بعبوة ناسفة في الموصل امس. وأشارت وكالة الانباء الفرنسية الى اطلاق نار دوى الانفجارات بينما لم تشر المصادر الطبية الى حدوث خسائر في الارواح. وتواجه الموصل شبح عدوان امريكي كبير بعد اسبوع فقط من وصول مئات الجنود الامريكيين الى المدينة بالتزامن مع وصول وحدات عراقية من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في سياق التمهيد لاعتداءات كبيرة على المدينة التي باتت احد اهم معاقل المقاومة في شمال البلاد، كان الطيران الامريكي قد كثف في الآونة الاخيرة غاراته الجوية على بلدات وقرى تقع في محيط الموصل. واسفرت احدى الغارات عن استشهاد 14 عراقيا من عائلة واحدة يوم السبت الماضي في قرية «عايذة». وألقت طائرة امريكية «اف 16» قنبلة تزن 250 كيلوغراما على منزل العائلة فسوّته تماما بالارض كما تضررت منازل مجاورة. وزعم الجيش الامريكي انه قصف المنزل على وجه الخطإ وانه كان يستهدف موقعا لرجال المقاومة. مقاومة متأججة وفي الوقت تبدو فيه الموصل معرضة لاجتياحات أمريكية لاحظ قادة ميدانيون امريكيون تصاعد وتيرة عمليات المقاومة في محافظات صلاح الدين التي تضم تكريت وسامراء والتأميم التي تضم كركوك والحويجة وبيجي وديالى التي تعد مدينة بعقوبة مركزها الحضري الأكبر. وقال ضباط في مقر قيادة القوات الامريكية في تكريت ان معدل هجمات المقاومة في هذه المناطق زاد الى حد كبير منذ مارس الماضي متوقعين تصعيدا كبيرا مع اقتراب الانتخابات. وقدر احد الضباط الامريكيين ان هناك ما بين 20 و40 خلية من خلايا المقاومة في المحافظات الثلاث وفي محافظة السليمانية المشمولة بالحكم الذاتي للأكراد واصفا هذه المناطق بالخطيرة. وأشار المصدر ذاته الى حدوث اكثر من 80 هجوما بالسيارة المفخخة في المحافظات الاربع منذ مارس 2004 . واعترف الضباط الامريكيون بأن قادة المقاومة في سامراء لا يزالون يتحركون على الميدان على الرغم من الاجتياح الذي تعرضت له المدينة في اكتوبر الماضي. واقرت المصادر الامريكية كذلك بقدرة المقاومين على التخفي والتنقل من مكان الى آخر مشيرة الى ان عددا من قادة المقاومة بمن فيهم عزت ابراهيم الدوري لايزالون يقودون وينسقون العمليات على الميدان.