أصدرت محكمة الاستئناف بتونس مؤخرا حكما لفائدة شيخ في العقد الثامن من العمر ضد احدى البنوك التونسية وتغريمها بمبلغ أكثر من 109 ملايين بناء على حكم قضائي صادر عن محكمتي قرمبالية ونابل ضد نائب المدير بهذه البنك ورجل أعمال ويقضي بسجنهما بأحكام تراوحت بين 30 و85 سنة من أجل تزوير وتدليس صكوك والتحيل. الوقائع تفيد بأن المتضرر وهو شيخ يبلغ من العمر 76 سنة كان يعمل مزودا للعديد من المؤسسات الكبرى في المواد الغذائية، وكان من بين المتعاملين معه المتهم الثاني في هذه القضية وهو رجل أعمال وصاحب شركة والذي تبين لاحقا انه ممنوع من تداول الشيكات، ورغم ذلك فلقد تمكن بعد اتفاق مع نائب مدير البنك من الحصول على عدد من دفاتر الشيكات بعد ان تعمد افتعال محضر جلسة عامة لشركته يخوّل لشقيقه امضاء الشيكات. وبعد ان تمكن رجل الاعمال من الدفاتر باسم الشركة بمساعدة الموظف البنكي قدّم عددا من الشيكات للمتضرر بلغ مجموعها 109 ملايين و272 من الدنانير، قام بتدليسها وتزوير الامضاءات فيها بعد ان أوهمه بعدد من الاعمال الأخرى التي تقدمها شركته وتحيّل عليه بمشاركة الموظف السامي بالبنك. وعندما حاول المتضرر خلاص مبالغ الشيكات تم ابلاغه بأنها دون رصيد وأن الامضاءات التي تحملها غير مطابقة للامضاء الحقيقي، ومن هنا انطلقت القضية، اذ رفع المتضرر دعوى لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية الذي أذن بفتح تحقيق في الموضوع وتحديد المسؤوليات. وأثناء ذلك تمكن نائب المدير بالبنك من التحصن بالفرار بمجرد سماعه بانطلاق الابحاث فيما أحيل رجل الأعمال على القضاء الذي حكم عليه بالسجن بأحكام بلغت 85 سنة فيم حكم على الموظف البنكي غيابيا بالسجن بأحكام قاربت الثلاثين عاما، وذلك بعد اتهامهما بالتحيل والمشاركة في ذلك وتدليس عدد من الشيكات والمشاركة في التدليس. كما رفع المتضرر دعوى مدنية رفضتها المحكمة الابتدائية بتونس وقبلتها محكمة الاستئناف التي رأت أن المدين مسؤول عمّا يصدر من نائبه وغيره ممن استعان بهم على اجراء الالتزام كما لو صدر منه، وله عليهم الرجوع حيث يجب قانونا، ورأت ان المؤسسة البنكية مسؤولة عما ياتيه مؤجرها اثناء العمل لفائدتها وبالتالي تحميلها المسؤولية المدنية. وعلى أساس ذلك قضت محكمة الاستئناف بتونس بالزام المؤسسة البنكية في شخص ممثلها القانوني بأن تؤدي للمتضرر مبلغ مائة وتسعة آلاف ومائتين واثنين وسبعين دينارا (272 و109 ألف دينار) بعنوان غرامة لقاء معين الشيكات.