كشفت تجربة الموفق العائلي بمنظمة التربية والاسرة عن اقبال النساء على المكتب بنسبة 80% مقارنة بالرجال الاسباب تعود الى المشاكل والنزاعات العائلية. وتحدّثت السيدة سلوى بن عطية التارزي عضو المكتب الوطني للمنظمة وعضو مجلس النواب عن تجربة المنظمة في التوفيق العائلي من خلال 60 ملفّا ورد عليها. وأفادت ان 90% ممن يتصلون بالمنظمة يتراوح عمرهم بين 20 و45 سنة وان 80% من النساء او الرجال الذين يتصلون بالمنظمة هم مطلّقون اولهم قضية في الطلاق او يعيشون حالة خلاف حادّ. وان 100 من النساء اللاتي يتصلن بالمنظمة من المطلقات ويشتكين عدم تسديد الزوج لأجرة الانفاق. وان 80% من النساء المطلقات اللاتي تقدّمن للشكوى لا تشتغلن وتعانين الفقر والخصاصة. وتبيّن ان الرجال يستعملون الانفاق على العائلة كوسيلة ضغط على المرأة عند نشوب الخلافات مما ينجرّ عنه انعكاسات كبيرة على الاطفال مخلّفة لتأثيرات عميقة. وتبيّن ايضا ان 100% من الامهات العازبات (وعددهن خمسة) لم يتمكن من اعتراف الاب ويعشن ظروفا صعبة جدا حيث لا يمكن لهن الاتصال بعائلاتهن مع وجود اعاقات عميقة احيانا لأطفالهن. أسباب ادّت دراسة الملفات الى الوقوف عند اهم اسباب المشاكل والنزاعات العائلية واحتلّ الفقر المرتبة الاولى بنسبة 90% وتليه البطالة وتعاطي الخمر بنسبة 50 ثم السكن والعلاقات الجنسية بنسبة 40% والانقطاع عن الدراسة والانحراف والامهات العازبات 20% والاعاقة وتواجد الاب بالسجن 10% وفي مرتبة اخيرة اختلاف المستوى التعليمي بين الاب والأم والميراث بين الاخوة حالة واحدة. واعتقدت السيدة سلوى التارزي ان الحالات التي تمّت معالجتها على المستوى الجهوي ستفرز عديد النتائج. وخلصت الى ان الاستنتاجات تتمثل في ان بعض الاسر تواجه صعوبة في فهم التشريعات الجديدة خصوصا المتعلقة بالطلاق وبحقوق وواجبات الطرفين وعدم استيعاب بعض الزوجات لمفهوم الحرية وفي المقابل عدم استيعاب الزوج للتطوّر الجديد لتوزيع الادوار. ومن خلال تجربة المنظمة مع الطلبة تبيّن ان هناك صعوبات في التعامل مع الابناء المراهقين نظرا للتباين في المستوى التعليمي بين الآباء والأبناء وعدم استيعاب العائلة لتطوّر المجتمع، كما توجد العديد في المشاكل المرتبطة بالنزوح مثل الأمهات العازبات والانحراف في المناطق الشعبية. واقترحت لتطوير عمل المنظمة في هذا المجال ايجاد دليل للتوفيق العائلي يشتمل على كل القوانين الضامنة لحقوق اعضاء الاسرة وواجباتهم ووضع خطة لمزيد التعريف بها ودعم عمل الموفق العائلي وتقنين دوره بالتعاون مع الوزارات ذات العلاقة وإعداد تقرير سنوي في هذا الشأن يتم تقديمه للوزارات المعنية حتى يتسنى اخذ محتواه بعين الاعتبار عند وضع الاستراتيجيات للعناية بالاسرة ودعم قدراتها الاجتماعية والاقتصادية. وتكوين لجنة موسّعة على مستوى المكتب الوطني والمكاتب الجهوي والمحلية تشتمل على اخصائيين في علم النفس والاجتماع ومحامين لمواجهة كل الطلبات التي تتقدم للمنظمة.