كشفت مجلة «النيويوركر» الأمريكية في تحقيق مطول يوم أمس الاثنين أن وحدات من كوماندوز القوات الأمريكية الخاصة تعمل داخل إيران منذ ستة أشهر في عملية رصد طالت نحو ثلاثين موقعا نوويا وصاروخيا إيرانيا لقصفها بغارات جوية في المستقبل في سياق تخطيط القيادة المدنية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي يهيمن عليها المحافظون الجدد، لدخول إيران وتدمير أكبر قدر ممكن من بنيتها التحتية العسكرية. وذكرت المجلة أن الحكومة الباكستانية زودت الولاياتالمتحدة بمعلومات حول هذه المواقع. ويذكر أن باكستان واحدة من عشر دول في المنطقة العربية وجوارها سمحت للولايات المتحدة القيام بعمليات سرية من أراضيها. إذ قام فريق العمل الأمريكي أو العملاء المجندين محليا، باختراق منطقة شرقي إيران من أفغانستان في عملية رصد للمنشآت الإيرانية تحت الأرض حيث وضعوا أجهزة تنصت تعطي معلومات عن بعد تعرف باسم «شمامات» قادرة على إرسال نماذج من المناخ الخاصة بالموجات الإشعاعية المنبعثة وأدلة أخرى حول برامج تخصيب اليورانيوم. وقد تزامن تقرير المجلة الأمريكية الذي أعده الصحفي البارز سيمور هيرش مع تأكيد خبراء عسكريين ومحللين سياسيين إسرائيليين أن أي عدوان يشنه الكيان الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية على غرار ما قام به على المفاعل النووي العراقي «تموز» في عام 1981، سوف يفشل في تدمير المنشآت النووية أو في وقف البرنامج النووي لإيران التي قد تقوم برد انتقامي بشن ضربات مكثفة بالصواريخ سواء من داخل إيران أو من لبنان. وقال مركز الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي «جافي» في تقرير أعده إيفرايم كام أن «التقييم الشامل يشير إلى أن الأخطار التي ستنجم عن هجوم إسرائيلي على منشآت إيران النووية ستفوق الفوائد وسيكون لأي هجوم أن يأخذ في الاعتبار مشاكل عملياتية وغيرها قد تكون عائقا في نجاح الهجوم في الوقت الذي تثير فيه ردا إيرانيا ودوليا وإن يكن محدودا.» وقال كام وهو ضابط مخابرات إسرائيلي احتياطي يعمل محللا رئيسيا حول برامج إيران الاستراتيجية أن عملية عسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية يمكن أن تزيد عن قدرات الكيان الصهيوني. وأضاف إن مثل هذه المهمة يمكن أن تقوم بها فقط دولة كبرى مثل الولاياتالمتحدة. وقال تقرير نيويوركر أن تخطيط قيادة البنتاغون المدنية بشأن إيران يتم بتعاون وثيق مع إسرائيل بإشراف وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية دوغلاس فيث، حيث وصل التعاون والتشاور مع المخططين والمستشارين الإسرائيليين إلى تطوير وتنقية قائمة من الأهداف النووية والكيمياوية والصاروخية المحتملة داخل إيران.