عامل الخبرة سيكون حاسما ومحددا في مثل هذه الدورات الرياضية التي يبلغ فيها المستوى الفني أعلى درجاته والخبرة لدى المنتخب الوطني نجدها لدى عدد هام من اللاعبين خاضوا غمار دورات دولية وقارية مهمة. من هؤلاء مكرم الجرو الذي تستضيفه»الشروق» في حوار خاطف حول حظوظ المنتخب والمونديال عموما. * في البداية هل يمكن القول أن تحضيرات منتخبنا للمونديال كانت في المستوى المطلوب؟ دون مراوغة.. تحضيراتنا كانت من أعلى طراز وخصوصا خلال المرحلة الأخيرة التي خضنا خلالها مباراتين كبيرتين مع المنتخب السلوفيني أحد المرشحين للقب. لقد ظهرنا أمام سلوفينيا بمستوى محترم جدا وانهزمنا بفارق ضئيل ثم دخلنا دورة كرواتيا وقدمنا مباراة كبيرة جدا أمام المنتخب الكرواتي على جميع المستويات وكنا قادرين على الانتصار أمام هذا المنافس الذي رفع آخر بطو لة عالمية في البرتغال. عموما تحضيراتنا كانت ممتازة وناجحة والمدرب عرف كيف يتصرف في الرصيد البشري ووقف على درجة استعداد كل لاعب والاضافة التي يمكن أن يقدمها. * طموحنا المبدئي يبقى العبور الى الدور الثاني لكن قبل ذلك كيف تستقرئ مسيرة المنتخب خلال الدورالأول؟ بالنسبة لنا الدور الأول ينقسم الى قسمين: القسم الأول يضم مباراتين من طراز عال مع فرنسا والدنمارك والقسم الثاني سنكون خلاله أمام مباريات من مستوى أقل حيث سنواجه منتخبات لا تملك تقاليد كبيرة هي أنغولا وكندا واليونان. المباريات الثلاث التي ذكرتها أخيرا لا خيار خلالها فالانتصار هو الهدف بل ليس مسموحا لنا بالتعثر فيها لأن ضمان ورقة الترشح يمرّ عبر حصاد نقاط الفوز. منطقيا وموضوعيا نحن قادرون على بلوغ هذا الهدف لأنني لا أتصور أن هذه المنتخبات يمكن أن تقف في طريقنا وما يعزز ثقتنا هو أننا سنلعب في ميداننا وأمام جمهورنا. * ألا ترى أن الحذر من المنتخب اليوناني ضروري في ضوء التحسّن الكبير الذي شهده مردود هذا المنتخب الأوروبي الصاعد؟ الثقة في الفوز لا تعني استسهال اليونان أو غيرها من المنتخبات.. نحن ندرك جيدا أنه يجب التعامل مع كل مباراة بكامل التركيز والنجاعة ونعلم أنه لا بدّ من بذل مجهود إضافي أمام هذا المنتخب. * ألا يمكن تفادي هذه الحسابات في رأيك بتحقيق إنجاز أمام فرنسا أو الدنمارك؟ في كرة اليد وفي أي لعبة جماعية كل شيء ممكن ولا وجود للمستحيل.. نحن نعرف المنتخب الفرنسي وقد سبق أن لعبنا معه الند للند في دورة «آل جي» وتعادلنا معه وكنا قادرين على الانتصار ونعتقد أننا لسنا بعيدين عن إنجاز كهذا أي تحقيق التعادل أو الفوز على فرنسا أو الدنمارك.. نحن نلعب أمام جمهورنا والحافز المعنوي الذي سيتوفر لنا إضافة الى العزيمة والروح الانتصارية عوامل قد تصنع مفاجأة ربما لن ينتظرها أحد.. مفاجأة تجعلنا ندخل الدور الثاني بأفضل الحظوظ. * من خلال الأحاديث التي تجمعكم ببعضكم كلاعبين ما هو الهدف الذي رسمتموه لأنفسكم في هذا المونديال؟ الشيء الايجابي هو أننا أصبحنانملك ثقة كبيرة في امكاناتنا ولم نعد نخشى أي منافس.. صار الهدف دائما هو اللعب من أجل الانتصار.. الحسابات قلّت والخوف من الهزيمة بفارق كبير أمام منتخبات قوية أصبح في طيّ النسيان.. سوف ندخل المونديال بهذه العقلية وسنخوض كل مباراة على هذا ا لأساس مهما كان اسم المنافس. * مع أفنديتش.. أحسسنا أن الميزة الجديدة للمنتخب هي اللعب الجماعي.. توظيف الفرديات لخدمة المجموعة، هل توافقنا الرأي؟ بالفعل أفنديتش، إسم كبير في عالم التدريب وكرة اليد عموما.. وقد ترك بصماته من هذه الناحية.. المنتخب الحالي لم يعد منتخب أسماء أو نجومية.. ا لكل سواسية والفيصل هو العطاء فوق الميدان.. هناك روح جديدة أيضا داخل الفريق عنوانها التكامل فاللاعب الجاهز يقوم بواجبه ويسعى الى تعويض زميله الموجود معه في نفس المركز كأحسن ما يكون. * تكتيكيا ما هي الإضافة؟ مقارنة بخياراتنا السابقة أصبحت الحلول متوفرة أمام دفاع (6/0).. وهو عنصر سيساعدنا أمام بعض المنتخبات التي تطبق هذا الدفاع وكنا نجد أمامها صعوبات جمّة.. اجمالا هناك تنوّع حسب طريقة لعب المنافس. * فنيا، ومقارنة بمونديال البرتغال هل تتوقع تحسنا في المستوى الفني؟ حسب متابعتنا والأصداء التي وصلتنا.. هناك تشبيب في عديد المنتخبات.. وهناك نجوم ولاعبون مخضرمون تركوا مكانهم لعناصر واعدة.. التكهن يبقى صعبا إذن لكن هذا المعطى يلعب لصالحنا فنحن أيضا منتخب شاب ومن مصلحتنا ألاّ نجد في طريقنا لاعبين «كبارا» وأصحاب خبرة دولية هامة. * من ترشح للفوز باللقب؟ يبتسم.. تونس طبعا.. ثم يستدرك.. الحكم صراحة صعب في الوقت الحالي لكن الثابت أن هناك منتخبات ستلعب من أجل التتويج.. فرنسا، كرواتيا، إسبانيا. * بماذا تختم هذا الحوار؟ أقول للجمهور التونسي، نتمنى أن تقف معنا بقوة مثلما وقفت مع منتخب كرة القدم وساعدته في الفوز بكأس إفريقيا للأمم 2004. أقول أيضا لمن لم تسعفهم الفرصة ولم يتمكنوا من التواجد في قاعة رادس.. أنتم في البال.. لن ننساكم.. كونوا معنا بقلوبكم وثقوا بنا.. وأرجو من اللّه أخيرا أن يوفقنا في هذا المونديال لإسعاد الشعب التونسي.