صالونات الحلاقة والتجميل من الأماكن التي يمكن أن تشاهد فيها سلوكات وتصرفات غاية في الغرابة والطرافة ويمكن أن يتلقى فيها الحلاق أو المجمّل أوامر لا تمتّ للمنطق والواقع بصلة. فيتعامل معها أحيانا بهدوء أعصاب وروية وأحيانا أخرى بعنف ونرفزة. «الشروق» تحدثت مع بعض الحلاقين والمجملين ورصدت أهم الطرائف التي تعرضوا إليها كما جمعت بعض الشهادات تروي خلالها بعض الحريفات مواقف صادفتهن داخل قاعات الحلاقة والتجميل اثارت استيائهن وغضبهن من الحلاقين. تحدثت احدى المجملات عن الطرائف التي حصلت عليها خلال أدائها لعملها فقالت «إن أهم طرفة عشتها هي عندما طلبت مني احدى الحريفات أن أجري لها تعديلات على شكل وجهها حتى تصبح ذات ملامح مثيلة لملامح نانسي عجرم فحاولت اقناعها أن لا بشرتها السمراء ولا عيناها السود يمكن أن تتحولا إلى عيني وبشرة نانسي عجرم لكنها لم تقتنع واتهمتني بأنني مجّلة فاشلة وأنها أخطأت عندما قصدتها. **طرائف لا تنسى الحلاّق خال العرفاوي يقول إن عمل الحلاق يجعله يلتقي بأناس من مختلف الجنسيات والثقافات وعادة ما أجد طلبات حرفاء تتعدى حدود المعقول كصبغ الشعر أو قصه بطريقة معينة وغير مناسبة وعندما أصادف بعض الطلبات الغربية أحاول اقناع الحريف بالعدول عن فكرته أو تنفيذ رغبته بطريقة خاصة تجنبني غضبه وتساعدني على احترام أخلاقيات مهمتي. أما عن أهم طرفة حصلت للسيد خالد العرفاوي فتتمثل في تفاجأه بأحد حرفائه الذي قام بحلاقة رأسه عنده ليلة زواجه بعودته إلى المحل صحبة زوجته بعد أن انتهيا من سهرة زفافهما ليحلق ذقنه نزولا عند رغبة عروسه. احدى المنتميات إلى المهنة رفضت ذكرى اسمها روت لنا أغرب طلب تلقته من احدى الحريفات التي وعدتها بتسليمها مبلغا ماليا محترما مقابل حلق شعر رأس «سلفتها» أي زوجة أخ زوجها انتقاما منها. وتقول إنها استغربت كثيرا من هذا الطلب وحاولت معرفة الأسباب التي دفعت بهذه الحريفة لمثل هذا الحقد والكره وهذا الطلب الغريب. أما السيد الأسعد الحناشي (حلاق نسائي ورجالي) يقول إن الطرئف عديدة ولا يمكن حصرها تصادفني تقريبا كل يوم أما أهمها والتي ظلت راسخة ببالي فهي اصرار حريف لديّ على اصطحاب زوجته لتسريح شعرها عندي لكنها أصرت هي الأخرى على اصطحاب زوجها لحلاقها الخاص حتى يجرّب مهارته وأمام اصرار كل منهما على الحفاظ بحلاقه الخاص وعدم تغييره صرفا نظر عن الموضوع واستمرت الأيام إلى أن حصلت المفاجأة حيث قصداني في اليوم والساعة نفسها ليكتشفا أنني الحلاق الذي تمسّك كل منهما به فكان موقفا طريفا مليئا بالضحك والنكت الحلوة. وبخصوص أغرب طلب تلقاه من حريف فيذكر ما جرى له مع حريفه الصديق عندما طلب منه أن لا يسرع في حلق الرأس والذقن قائلا له: «أنا أريد أن استرخي على كرسي الحلاقة وأشعر بالراحة وإذا أصررت أنت على انهاء مهمتك في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق فإنني سأضطر إلى الذهاب إلى حلاق آخر يحلق لي خلال 30 دق». وبالفعل يقول السيد الأسعد لم يعد يقصدني لحلاقة رأسه لكنه ظلّ صديقا وفيا. **استفزازات ومضايقات معظم السيدات يزرن صالونات الحلاقة والتجميل ويتبادلن الحديث وحتى الخصومات أحيانا في هذه الأماكن ويصادف أن تتعرض الحريفة إلى بعض المضايقات سواء من قبل صاحب أو صاحبة المحل أو من قبل بعض الحريفات. وتقول أسماء وهي حريفة دائمة لصالونات الحلاقة أن ما يزعجها هو خوض الحلاق في أحاديث نسائية بحتة كأن يقول مثلا «فلانة حامل» أو «فلانة أتعبها الحمل» و»الأخرى ستلد بعد شهر» أو أن يتدخل في أمور الطبخ والعلاقات النسائية. سعاد أيضا تتضايق كثيرا من تهكم بعض الحلاقات على حريفاتهم والتدخل في شؤونهن الخاصة واثارة المشاكل بين الصديقات حيث يعمد بعضهم إلى استفزاز الحريفات والسخرية من شكلهن وطريقة لباسهن وكلامهن.