مشكل المعاشرة الزوجية بعد الولادة القواعد الأساسية لتربية الطفل حالتين يتناولهما الأستاذ منذر جعفر مختص في العلاج النفسي والسلوكي بالدرس والتحليل ويقدم الحلول المناسبة لهما. **الحالة الأولى رزقت بمولودي الأول منذ ثلاثة أشهر ولما تعافيت من الولادة أصبحت لا أشعر بالرغبة في المعاشرة الزوجية فهل من تفسير لهذه الحالة؟ وكيف يمكن معالجتها. * صابرين المرسى *الردّ: نود أن نشير من البداية إلى أن هناك عدة أسباب تدفع المرأة إلى وضع مسألة المعاشرة الجنسية في أسفل لائحة الأولويات بعد إنجاب الطفل. فهي في هذه الفترة تحاول أن تتعافى من عملية الولادة، وربما تشعر بالارهاق من الاعتناء المتواصل بطفلها وأحيانا ترفض الزوجة العلاقة الحميمية كتعبير عن استيائها من تصرفات شريكها الذي لا يعي مدى تعبها ولا يكلّف نفسه عناء مساعدتها في المنزل. وأحيانا أخرى ترفض المرأة لأنها ببساطة تنتمي إلى نسبة ال80 من الأمهات الجدد اللواتي يفقدن تلك الرغبة خلال الشهور الأولى بعد الولادة. لذلك نطمئنك أن هذه الحالة عادية ويمكنك استرجاع رغبتك في المعاشرة الزوجية تدريجيا وعليك أيضا أن تحاولي شرح ما يحصل لك لزوجك حتى تتجنبا صدامات يمكن أن تقع بينكما بسبب هذا الموضوع. **الحالة الثانية أنا أم حديثة العهد بالولادة أريد أن أحصل من سيادتكم على المبادئ والقواعد الأساسية لتربية الطفل. * غادة المنستير *الرّد: يمكن الاشارة في البداية إلى أن سلوك الطفل سواء المقبول أو المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية وفي بعض الأحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان إلى تقوية السلوك السيء للطفل دون أن يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية وعموما يمكن تلخيص القواعد الأساسية لتربية الطفل في مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل. لأن المكافأة والإثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره وهي أيضا أداة هامة في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات عند الكبار أيضا لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية. وهذه المكافأة تتمثل في الابتسامة التقبيل المعانقة التربت على الكتف المديح الاهتمام وايماءات الوجه المعبرة عن الرضاء والاستحسان وهذه الاثابة مهمة جدا حتى يكرر الطفل سلوكه الحسن. كما ان الابتعاد عن معاقبة السلوك السيء عقابا قاسيا وعنيفا مهما جدا في تربية الطفل تربية سليمة فالعملية التربوية يجب أن لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصفة متوازنة وعقلانية حتى لا تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر. والعقوبة يجب أن تكون خفيفة لا قسوة فيها لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيء مستقبلا وليس ايذاء الطفل والحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الاباء في تربية أولادهم.