في افتتاحية العدد الجديد لمجلة «الكرمل» الفلسطينية كتب محمود درويش مديرها كلمة اعتراف وتحية للشاعر سعدي يوسف بمناسبة بلوغه السبعين. كتب درويش بمحبة عن سعدي يوسف الذي كانت له بصمات واضحة في مسار الشعر العربي الذي جدّد لغته من البلاغة الفجّة الى الكتابة اليومية وشعرية التفاصيل. درويش كتب بهذه المحبة عن شاعر كان دائما ينافسه المجد لأنه يدرك ان السماء تتسع لكل النجوم وان لكل زهرة رائحتها ولكل شجرة ظل ولكل نخلة كبرياء ولكل امرأة عطر. ان الافتتاحية التي كتبها درويش تستحق ان تكون درسا في المحبة والتواضع وهذا ليس غريبا عن درويش الذي رأيته في يوم من الايام كيف كان يقبّل ويحتضن الشاعر الكبير أبو علي عبد الوهاب البياتي وماذا كتب عن رحيل معين بسيسو وتوفيق زياد ونزار قباني فهل يفهم شعراء هذه الايام الدرس؟ هؤلاء الذين يتقاتلون على اللاشيء ويتنافسون على الأذى والإساءة!