بلغ التنافس بين صاحبي حمّامين عموميين باحدى مناطق منوبة حدا كبيرا، فقد اكتشف أحدهما أن البئر التي يستغلها لتزويد الحمام بالماء وهي من نوع «Sondage» قد وقع تلويثها بالمازوط. وهو ما جعل الحرفاء يهجرونه ويتحولون إلى الحمام الآخر. فما كان منه إلا أن استأجر حارسا ليليا لمراقبة تلك البئر ولمنع أي اعتداء عليها. وصادف ان كان أحدهم مارّا بالمكان فظنّه الحارس من أعداء مؤجره وأنه يريد بالبئر شرّا فاعترض سبيله وهدده بسكين كان يحملها معه، فتقدم المتضرر بشكوى تمّ على اثرها ايقاف الحارس وأحيل موقوفا على احدى الدوائر الجناحية بمحكمة منوبة من أجل حمل سلاح أبيض والاعتداء بالعنف. وقد ركّز المحاميان اللذان توليا الدفاع عن المتهم مرافعتها على أن منوبهما هو الذي تعرض للاعتداء وان السكين التي بحوزته هي من طبيعة عمله فما كان من السيد رئيس المحكمة إلا أن أذن بجلب السكين المحجوزة ليؤكد أنها سكين يمكن الاعتداء بها على الآخرين. كما أكد المحاميان على الصبغة الكيدية للقضية وان منوبهما هو الضحية في خلاف صاحبي الحمامين وطالبا بعدم سماع الدعوى خاصة وقد تنازل المتضرر عن شكواه. واثر ذلك قررت هيئة المحكمة تخطئة المتهم ب 100 دينار من أجل مسك سلاح أبيض وبخمسين دينارا من أجل التهديد ومسك المحجوز وعدم سماع الدعوى فيما عدا ذلك.