أحالت دائرة الاتهام بالمحكمة الابتدائية بالكاف مؤخرا على الدائرة الجنائية بذات المحكمة ملف قضية تورط فيها شاب متزوج وله أبناء عمره 33 سنة بعد تورطه في محاولة قتل والده ب»شاقور». كان المتهم يعيش في خلاف مستمر مع والده الذي تخطى العقد السادس من عمره والذي كثيرا ما يعمد إلى ضربه وشتمه بكلمات نابية غير أن المتهم كان يتغاضى عنه ممنيا نفسه بأن يقلع والده عن هذا السلوك الذي يسبب له حرجا كبيرا أمام زوجته وأبنائه. إلا أن الأب تمادى في تأديب ابنه في كل مرة إلى أن جاء اليوم الذي تراكمت فيه الخلافات بين الطرفين وأصبح المتهم يمر بحالة نفسية سيئة نتيجة تصرفات والده معه بشكل غير عادي الشيء الذي دفعه إلى التفكير في خطة للتخلص من والده بمرور الأيام أقنع نفسه بفكرة الانتقام. وقبل أسبوع من حدوث الواقعة اشترى الابن «شاقورا» وبقي ينتظر الفرصة المناسبة حتى جاء اليوم الذي قرّر فيه تنفيذ خطته فأخفى «الشاقور» وتحول إلى السوق الأسبوعية بحثا عن والده ولما شاهده منهمكا في شراء الغلال تقدم منه وباغته من الخلف بضربة ب»الشاقور» على مستوى ظهره محدثا له جرحا بليغا ثم فر هاربا نحو الغابات المجاورة للمدينة تاركا والده يتضور من شدة الآلام وهو يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة من الحاضرين فهبوا إليه وأسرعوا به إلى مستشفى المكان حيث تلقى الإسعافات اللازمة ونجا من الموت. وفي الأثناء تم إبلاغ النيابة العمومية التي أصدرت إنابة عدلية تولى بمقتضاها أعوان الأمن البحث عن المتهم حتى تمكنوا من إلقاء القبض عليه وباستنطاقه اعترف بفعلته على الصورة المذكورة وتمسك بموقفه في سائر الأبحاث معللا أقواله بأنه اعتدى على والده بواسطة «الشاقور» قاصدا قتله كي يتخلص من المعاناة التي يسببها له من حين لآخر. لكن هذا لم يمنع دائرة الاتهام من تحميله مسؤولية فعلته وقررت عرضه على أنظار هيئة الدائرة الجنائية بتهمة محاولة القتل العمد مع سابقية الإضمار طبقا لأحكام الفصلين 59 و201 من المجلة القانونية.