العلاقة بين التلميذ وادارة المعهد أو المدرسة الاساسية تتسم في غالب الاحيان بالتوتر والصراع وتحكمها ثنائية المد والجزر والشد والجذب فتتعالى أصوات التذمر من قبل التلاميذ لتقابلها أصوات اللوم والتقريع من الاداريين. وحتى نتعرّف على أهم الاسباب التي تقف وراء توتر العلاقة بين التلاميذ والادارة. «الشروق» تحدثت الى مجموعة من التلاميذ ورصدت أهم الخلافات التي من الممكن أن تحدث بين التلميذ والادارة، وأهم الاسباب المؤدية الى توتر العلاقة بين الطرفين. التمييز بين التلاميذ وعدم المساواة بينهم في المعاملة، التشدد في بعض الاجراءات والامور الادارية استعمال بعض القيمين لمنطق القوة والتسلط في تعاملهم مع التلميذ الى جانب العقوبات الادارية التي يترتب عنها حرمان التلميذ من متابعة دروسه هي أهم الاسباب التي أكد عليها التلاميذ المستجوبون من خلال حديثهم عن أسباب توتر العلاقة بين التلميذ والادارة. ويوضح التلميذ رفيق أن التلميذ عادة ما يناصب الادارة العداء لانها تردعه عن لهوه وعدم انضباطه ولان البعض من التلاميذ لا يدركون مصلحتهم ويظنون أن الذهاب الى المعهد نوع من اللهو وتمضية الوقت ويستشيطون غضبا بمجرد وجود من يقف لهم بالمرصاد ويفهمهم أن الدراسة هي انضباط والتزام بقوانين ولوائح محددة. ** بطاقة الدخول يرى التلميذ عزيز الطرابلسي أن إشكالية صعوبة الحصول على بطاقة دخول تساهم في توتر العلاقة بين التلميذ والادارة فبعض التلاميذ يتعمدون الوصول متأخرا ويطالبون الادارة من تمكينهم من بطاقة دخول وأمام رفض الادارة مطلبهم يتصاعد الموقف وتشتد حدة التوتر وتنطلق سلسلة من المشاحنات بين القيّم والتلميذ. نزار يقول إن ما يثير غضبي من الادارة هو عدم عدلها في التعامل مع التلاميذ مشيرا أن التمييز بين تلميذ وآخر في المعاملة أصبحت ظاهرة منتشرة في الاوساط المدرسية. ويضيف أنه صادف أن وقع تمكين بعض التلاميذ من بطاقة الدخول وحرمان البعض الآخر نظرا للعلاقات الشخصية التي تربط بين أولياء هؤلاء التلاميذ والعاملين بالادارة وهذا التصرف يجعل التلميذ أكثر حقدا على الادارة (ورأي نزار هذا يحتاج الى إثبات). ** تمرد المراهق ويبرر التلميذ حسام بن عطية التوتر الدائم في العلاقة بين التلميذ والادارة الى المرحلة العمرية التي يمر بها التلميذ ويقصد بذلك فترة المراهقة حيث يسعى التلميذ المراهق الى إثبات ذاته وشخصيته من خلال تصرفه بأقل وعي وأكثر تهور فلا يتوانى عن إحداث الهرج داخل المعهد وفي حال تدخل القيم الذي يستعمل في بعض الاحيان أسلوبا عنيفا لردع التلاميذ عن تصرفاتهم العنيفة. فيقع تبادل العنف بين الطرفين ويتطور الامر الى الاسوإ ليجد التلميذ نفسه في مواجهة عقوبة الطرد. ويوضح التلميذ برهان البلطي أن السلوك العنيف الذي أصبح يتصف به تلميذ اليوم جعله في حالة خصام دائم مع المحيطين به سواء من زملائه أو أساتذته أو الادارة ويمكن أن تكون لوسائل الاعلام البصرية تأثير كبير على تغير سلوك التلميذ وعلى نوعية علاقته بالادارة. وحتى نتفادى تدهور العلاقة أكثر بين الادارة والتلاميذ على الاساتذة والقيمين أن يعملوا على تأسيس علاقة صداقة مع التلميذ وعلى الجميع أن يقتنعوا أن العنف لا يولّد إلا العنف.