اتفقت قوى شيعية وسنيّة في العراق على تشكيل لجان مشتركة باتجاه تعزيز مشاركة الاحزاب والقوى التي قاطعت الانتخابات في العملية السياسية وفي صياغة الدستور.. وأكد مسؤول في هيئة علماء المسلمين بالعراق استمرار المشاورات مع الاطراف الشيعية الرافضة للاحتلال وفي مقدمته تيار مقتدى الصدر بهدف بلورة «معسكر سياسي» مؤيد لجدولة انسحاب قوات الاحتلال من العراق مشيرا في الوقت نفسه الى ان المقاومة هي من اجبر الامريكان على اجراء الانتخابات. وقد تزايدت الدعوات في الآونة الاخيرة الى اشراك السنّة في العملية السياسية الجارية بالعراق بالرغم من مقاطعتهم (السنّة) للانتخابات التي جرت في موفى الشهر الماضي.. اتفاق شيعي سنّي واعلنت مصادر عراقية متطابقة امس ان قوى شيعية وسنيّة توصلت الى اتفاق حول تشكيل لجان مشتركة للعمل باتجاه تعزيز مشاركة الاحزاب والقوى التي رفضت الانتخابات في العملية السياسية وإعداد مسودّة الدستور. وقال قيادي في حزب الدعوة الاسلامية والمرشح في قائمة «الائتلاف» جواد المالكي في هذا الصدد ان عددا من مرشحي القائمة وقياديين في الحزب الاسلامي وممثلي هيئة علماء المسلمين والاتحاد الاسلامي الكردستاني توصلوا الى نقاط للاتفاق على قواسم مشتركة في ما يخص المشاركة في العملية السياسية. وأشار المالكي الى مواصلة عقد اجتماعات اسبوعية في اطار توحيد وجهات النظر وقال ان اجتماعا سيعقد في هذا الصدد مطلع الاسبوع القادم لتشكيل لجان لمتابعة تنفيذ العديد من القضايا التي تتعلق باستحقاقات المرحلة السابقة. وأوضح المالكي ان الاجتماع ضمّ بالاضافة الى عدد من قادة الاحزاب الشيعية المنضوية في قائمة «الائتلاف» امين عام الحزب الاسلامي العراقي محيسن عبد الحميد ورئيس ديوان الوقف السني عدنان الدليمي وممثل هيئة علماء المسلمين في العراق محمود العيساوي. وفي ردّه عن سؤال حول مرشحي قائمة «الائتلاف» لمنصب رئيس الوزراء قال المالكي ان المجلس الأعلى رشح عادل عبد المهدي فيما اختار «حزب الدعوة» ابراهيم الجعفري. وأشارت مصادر مطلعة في هذا الصدد الى ان رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي لم يفقد الامل في الاحتفاظ بمنصبه ولن يتنازل عن المسؤوليات التي حصل عليها في الحكومة المؤقتة. وقالت المصادر ذاتها ان عوامل «نجاح» علاوي في الاحتفاظ بمنصبه ترتكز على اساس التأييد الاقليمي نظرا لبروز مخاوف لدى دول الجوار من هيمنة الشيعة على الحكم في العراق وعلى اعتبار انه (علاوي) يُنظر له وكأنه «علماني» و»منفتح» على التوجهات القومية العربية. «معسكر»... ضد الاحتلال في الأثناء أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق من جهتها انها تجري اتصالات مكثفة مع الاطراف الشيعية الرافضة للاحتلال وفي مقدمتها تيار الصدر وجماعة جواد الخالصي وتيار احمد البغدادي ومحمود الحسيني في النجف.. وقال عضو الهيئة عبد السلام الكبيسي في هذا الاطار ان هدف هذه اللقاءات بلورة معسكر سياسي مؤيد لجدولة انسحاب قوات الاحتلال من العراق في المرحلة المقبلة.. وأضاف: «ان الهيئة تشترط وضع جدول لانسحاب قوات الاحتلال والاعتراف بالمقاومة ضد الاحتلال والتفريق بين المقاومة والارهاب ووفق ملاحقة «المعارضين» واطلاق سراح المعتقلين الذين احتجزوا لمجرّد الشبهة. واعتبر الكبيسي ان عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية من دون وعد بانسحاب قوات الاحتلال يخدم المشروع الامريكي لافتا الى ان هناك لقاءات متواصلة مع قيادات التيار الصدري في العراق بهذا الخصوص لتحديد متطلبات المرحلة القادمة. وأضاف: اذا ضمن الشيعة غالبية مقاعد البرلمان فيجب ان يقدّروا تضحيات السنّة ضدّ الامريكيين مشيرا الى ان المقاومة كانت وراء الضغط على الامريكيين لإنشاء مجلس حكم وحكومة مؤقتة واجراء الانتخابات. وأكد الكبيسي انه لو لم تكن المقاومة السنيّة موجودة لكان الموقف الامريكي مختلفا في التعامل مع مجمل القضايا والاطراف.. وتابع قائلا: ان الانتخابات تمثل حالة سياسية ناقصة طالما ان السنّة لم يشاركوا فيها. من جانبه اعلن الشيخ عبد الهادي الدراجي الناطق باسم التيار الصدري في العراق أن الصدر يرحب بالمصالحة مشيرا الى انه يشترط ان تكون الدعوة الى عقد مؤتمر للمصالحة بيد القوى السياسية والدينية التي عارضت العملية السياسية وقاطعت الانتخابات. وقال المسؤول السياسي في تيار الصدر الشيخ علي سميسم من جهته ان التيار الصدري في العراق لا يسعى الى اقامة دولة اسلامية ولكنه يريد الاسلام مصدرا أساسيا للتشريع.