شواغل التلاميذ خلال الثلاثي الثاني وخاصة منهم أولئك الذين يستعدون لإجراء امتحان الباكالوريا كثيرة ومتشعبة تتوزع بين رغبتهم في القيام بأكثر عدد ممكن من التمارين ومتابعة الدروس داخل الفصل وتلقي دروس خصوصية تساعدهم على الفهم والاستيعاب مما يجعل التلميذ يدخل في دائرة الضغط النفسي والعصبي. «الشروق» فسحت المجال أمام بعض التلاميذ ليعبّروا عن شواغلهم ويدلوا بآرائهم حيال بعض الأمور الدراسية التي تقلقهم خلال الثلاثي الثاني. يدخل التلميذ والأستاذ في سباق مع الزمن ابتداء من الثلاثي الثاني من السنة الدراسية والكل يريد إدراك غايته قبل فوات الأوان فالأستاذ هدفه الأوحد إتمام البرنامج بغض النظر عن الطريقة المعتمدة في التدريس والتلميذ يتمسك بحقه في استيعاب الدروس وفهمها. ويؤكد جلّ المستجوبين أن التلميذ يواجه ضغطا نفسيا وعصبيا كبيرا مع بداية الثلاثي الثاني ويقول التلميذ رمزي (باكالوريا رياضيات) أن هذا الثلاثي هو أقصر ثلاثي وأكثر فترة يطالب فيها التلميذ بإجراء كم كبير من الامتحانات وتمارين المراقبة وهو ثلاثي قصير جدا لا تتجاوز مدته الثلاثة أسابيع ونظرا لضيق الوقت يجد التلميذ نفسه في مواجهة مع كم هائل من الدروس عليه مراجعتها وعدد من الفروض عليه التحضير لها كما ينبغي. **تشتّت يُقرّ جلّ المستجوبين أن التلميذ يشعر طيلة الثلاثي الثاني بنوع من التشتت في التفكير ويوضح التلميذ أنور أن كثرة الدروس التي يتلقاها التلميذ خلال هذه الفترة والامتحانات التي يجريها في الفترة ذاتها تجعله قليل التركيز لأنه مطالب بمتابعة الدروس ومراجعتها والتحضير للامتحانات وإجرائها والحلّ يمكن أن يكون في عدم إطالة البرنامج ومراعاة الأستاذ لقدرات التلميذ المحدودة حتى لا يقع التلميذ فريسة للضغط النفسي والتوتر العصبي. وتضيف نادرة أن الثلاثي الثاني يشكل فترة الذروة في السنة الدراسية فقصر مدته تسبب للتلميذ بعض الإشكالات النفسية وأحيانا الجسدية لا يمكن التغلب عليها إلا بالتنظيم المحكم للوقت والمراجعة اليومية للدروس التي تلقاها خلال ساعات الدراسة وعدم الإكثار من الدروس الخصوصية لأنها تساهم بشكل أو بآخر في إضعاف قدرات التلميذ على التركيز. **استغلال العطل هو الحلّ يتمتع التلميذ في تونس بعدد هام من العطل المدرسية تتجاوز مدتها مجتمعة الأربعة أشهر ومن هنا يتجلّى لنا أن العطل المدرسية تضر بالتلميذ أكثر مما تنفعه وهو ما أكده عدد كبير من التلاميذ وخاصة منهم تلاميذ الأقسام النهائية الذين أشاروا أن العطلة المدرسية تتسبّب في قطع نسق الدراسة وإدخال بعض التشويش على برنامج المراجعة ويرى التلميذ صابر بركة أن التقليص من العطل أو استغلالها في تقديم دروس تكميلية أفضل من ركون التلميذ إلى الراحة التي تضر بمستواه التعليمي وتؤثر سلبا على قابليته لاستيعاب الدروس وفهمها بالطريقة المطلوبة ويشير التلميذ زياد بوصميدة إلى ضرورة استغلال العطل القصيرة من قبل الأساتذة حتى يستطيعوا إتمام البرنامج ويجدوا متسعا من الوقت لإفهام التلاميذ والابتعاد عن أسلوب التلقين الذي يعمد إليه جلّ الأساتذة عندما يجدون أنفسهم محاصرين بضيق الوقت. ويقول بلحسن الجليدي (باكالوريا اقتصاد وتصرف) إن استغلال العطل المدرسية من قبل الأساتذة لتقديم دروس تكميلية للسنوات الرابعة ثانوي يصبح أمرا ضروريا فهذه الفترة تمنح التلميذ تلقي المزيد من المعلومات والاطلاع على البرنامج الدراسي بأكمله فيكون بذلك في مأمن من بعض المفاجآت غير السارة خلال الامتحان النهائي للباكالوريا والمتعلقة بورود بعض المواضيع التي لم يقع التطرق إليها خلال السنة الدراسية. * ناجية المالكي