كشف مسؤول كردي رفيع المستوى أن الأكراد سيطلبون تغيير العلم العراقي والنشيد الرسمي وتعريف العراق في الدستور الدائم على أنه بلد عربي كردي. وقبل أيام من إعلان النتائج النهائية للانتخابات العراقية رجح ملاحظون أن يتوزع منصبا الرئاسة ورئاسة الوزرء على الشيعة والأكراد الفائزين الرئيسيين في الانتخابات على أن يمنح السنة رئاسة الجمعية الوطنية الانتقالية التي ستكلف بصياغة الدستور الدائم للبلاد. وقال رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية صلاح بدر الدين إن الأكراد يأملون في التوصل إلى اتفاق بأن يتسلم زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني رئاسة العراق كبادرة حسن نية من العرب تجاه ما أسماها بالأمة الكردية. نوايا كردية وأوضح بدر الدين أن القائمة الكردية توصلت إلى اتفاق شبه أولي مع قائمة رئيس الوزراء العراقي المعين إيادي علاوي حول تسلم الأكراد رئاسة الجمهورية مقابل تسلم علاوي رئاسة الحكومة. وكشف بدر الدين المقرب من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني أن الأكراد سيطلبون تغيير العلم العراقي والنشيد الوطني العراقي وتغيير تعريف العراق في الدستور الدائم للبلاد بحيث يتضمن صراحة أن العراق مكوّن من القوميتين العربية والكردية وأن يكون للأكراد ما يرمز لهم في العلم والنشيد الوطنيين العراقيين مذكرا بأن القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي كان شعاره النسر والعلم الأصفر. ونفى بدر الدين أن يكون لاقليم كردستان أية علاقات مع اسرائيل زاعما أنه رسميا غير مسموح لحكومة إقليم كردستان الفيدرالي باقامة أي علاقات مع دول أما بالنسبة الى اسرائيل فليس هناك أي دليل أو مظهر على وجود عسكري أمني في المنطقة الكردية». وحسب بدر الدين فإنه لا توجد أي مصلحة مشتركة بين الأكراد وإسرائيل بل إن المصلحة الكردية مع 300 مليون عربي... توزيع المناصب ورأى خبراء في الشؤون العراقية أنه بناء على النتائج الجزئية يبدو أن اللائحة المدعومة من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني ستحصل على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية على أن تليها لائحة الأكراد وهو ما يرجح احتمال أنهما سيتقاسمان منصبي رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء. وقد كشفت النتائج الأولية عن حصول اللائحة الشيعية الأساسية على ما يزيد عن نصف الأصوات أي ما لا يقل عن 140 مقعدا من أصل 275 مقعدا في الجمعية الوطنية. أما الأكراد فقد حصلوا على نحو 25 من الأصوات حسب النتائج الأولية في المحافظات الكردية. وقال سعد عبد الرزاق أستاذ العلوم الاجتماعية والمرشح على لائحة عدنان الباجه جي ان المحادثات جارية حالينا للتوصل الى توافق حول توزيع مقاعد السلطة التنفيذية ولا يزال الباب مفتوحا أمام عدة سيناريوهات. ورأى خبير في الشؤون العراقية أن منصب رئيس الجمعية الوطنية مهم جدا لأن حامله سيدير النقاشات فيها وسيكون له تأثير على كل اللجان التي ستنبثق منها إلا أنه في الظروف الحالية الحساسة فإن منصب رئيس الدولة الذي سيتسلمه سني اليوم يبقى أهم». وأضاف الخبير أنه من المتوقع أن تحصل صفقة شاملة يتم بموجبها توزيع المناصب على مختلف التنظيمات السياسية وستكون المناقشات حادة خاصة حول منصبي وزيري الداخلية والدفاع وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع. لكن وزير العدل في الحكومة العراقية المنصبة مالك دوهان الحسن اعتبر أن في الأمر «لعبة لابقاء علاوي رئيسا للوزراء». وفي رده على سؤال لصحيفة «الشرق» القطرية حول احتمالات بقاء علاوي رئيسا للوزراء في العراق قال الحسن «توجد الآن لعبة جديدة وأنا أعتقد أن تأخير اعلان نتائج الانتخابات يصب في اتجاه ترتيب بقاء الوضع كما هو الآن لجهة تشكيلة الحكومة مع ادخال تعديلات بسيطة تستدعيها نتائج الانتخابات. واتهم الحسن الهيئة المشرفة على الانتخابات بأنها لم تكن محايدة في عملها موضحا أنه وآخرين في الحكومة لا يعرفون من الذي عينها أم اختار اعضائها.