ذكراك... ذكرى لا أقدر أن أمسك اللسان ذكراك... ذكرى... ستسكن الوجدان ذكرى... رأيت كل الناس تهتف في الطريق تكسّر حصن الجمود العتيق تالت الأصوات في نخب الهتاف وقفت كل الأحبة تنتظر... بموع تنهمر... وعقارب الساعة تستمرّ وقلوب من أحبوك تحتضر صوتك سيظل مفخرة الحياة ترفع الأيادي إلى السماء تغازل روحك في الفضاء ذكرى يوم «قطافك» تقابل الأحبة تعانق الأحبة وضاقت بك الرحلة لندفنك في الأرض زهرة وتعانق روحك في السماء نجمة عشت الحياة تمنحينها حلما تمنحينها أملا تمنحينها نغما أصيلا بعذاب وأنين.. كل الزهور التي ناصفتك ذبل شذاها كل الأيادي التي صافحتك تلاشي فحواها كل القلوب التي أحبتك عظم بلاها كل النفوس التي أسعدتك اسودّ محياها من بعدك يا ذكرى... أين السعادة؟ أين البريق؟ من بعدك يا ذكرى من يحضن الشقيق يخفف عنه عذابات الزمن... ويرسم على الأعين أصدق القبل يا سيدة المواقف وقاهرة المحن كم جابهت التعب بالروائع وكم تصالحت مع القدرْ بقلب مفعم مزدهر شدوت ألحانا تؤنس في السهر وليلك يكسوه الضجر ونظراتك على الدوام تعانق سمو القمر ذكرى... ودعت الدنيا وودعك الشباب رحلت دون كلمة تقولينها... دون عتاب وغدوت وردة من تراب غنيت وتهاديت منذ الصغر وكنت قبسا في رموش المطر غنيت الأحزان وتهاديت مع الشعور جعلتنا نطرب لصوتك... ونحلق كالطيور لم يبلغ فيك بياض الشعر منتهاه ويحقق الفن بصدق مبتغاه أنت الصوت والشجون أنت الحضن والسكون أنت الفرح والسرور أنت القلب المتعب ولا يثور في زمن الخيانات تسكن الأحزان أعماقنا يفتت الألم أجسادنا ليتني ما كنت إلا قلما بدل الحبر يسيل دما لتظل دماؤك تنبض أملا تتجدد في العروق كالوتر تتوالد كورق الشجر سال الحبر أنهارا واليوم دفنت بين أحضانك كل العبر ورميت في تربتك القلم سأظل أناشدك عله يداويني فيك القدر