تورط سبعة شبان في تهمة اجتياز حدود البلاد خلسة ومن بين المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والثلاثين سنة لاعب كرة قدم ينتمي الى فريق أكابر مكارم المهدية، إضافة الى شقيق فنانة. وقد وقع جميعهم في قبضة أعوان فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بمدينة المهدية بفضل جديتها وحنكتها. وتفيد حيثيات هذه القضية التي لعبت الاقدار دورا كبيرا في عدم تحوّلها الى كارثة مؤلمة أن المتهم الرئيسي وهو شاب في مقتبل العمر وينتمي الى عائلة يعمل أغلب أفرادها بحارة، التجأ الى التوسط في اجتياز الحدود عن طريق البحر خلسة. * سرية تامة عمد البحار المتهم في هذه القضية التي دارت أحداثها باحدى مناطق مدينة المهدية الى تنظيم رحلة اجتياز حدود الوطن والابحار نحو ايطاليا خلسة. فقام باستغلال مركب صيد صغير الحجم على ملك والده في إعداد رحلة نحو الحدود الايطالية فاقتنى محركين زوّد بهما المركب الصغير ثم اتفق مع مجموعة من الشبان على الابحار بهم خلسة. فتسلم من كل واحد منهم مبلغا ماليا يتراوح بين 300 و400 د. وطلب منهم توخّي الحذر والسرية التامة حتى لا يتفطن اليهم أحد. ولمزيد الحيطة طلب منهم التريث بضعة أيام في انتظار إعلامهم بموعد الرحلة وتفاصيل الخطة. واجتهد الشبان في إخفاء الامر حتى عن أفراد أسرهم خشية افتضاح أمرهم، الى أن اتصل بهم المتهم الرئيسي محددا لهم موعد اللقاء ومكانه. وفي الوقت المناسب من احدى ليالي الايام الفارطة التقى الجميع على شاطئ البحر فامتطوا المركب وانطلقت رحلتهم نحو المياه الاقليمية. * نجوا بأعجوبة لم يكن يدور بخلد أي فرد من الشبان المبحرين على ظهر المركب أنهم سيواجهون مفاجأة غير سارة وسيعيشون أوقات عصيبة عندما ساءت الاحوال الجوية وهبّت رياح عاتية ارتفعت لها أمواج البحر وصار المركب الصغير عاجزا عن الصمود خاصة بعد تعطّب محركاته. فقفز البعض الى المياه العميقة يريد مصارعة الامواج ظنا منه انه أصبح على مقربة من الشواطئ الايطالية لكن الحلم بدأ يتبخر حين ازداد الطقس رداءة ووهنت القوى وكادت المأساة تحدث لولا عناية الله ولطفه التي سخّرت لهذه المجموعة التائهة في أعماق البحر سفينة تفطنت اليهم في الوقت المناسب فانتشلتهم وأنقذت أرواحهم من غرق محقق وجرّتهم الى شاطئ الامان. وقد تناهى الى مسامع أعوان فرقة الابحاث والتفيش للحرس الوطني بالمهدية بعض الاخبار عن الورطة التي وقع فيها المبحرون خلسة فاستأذنوا النيابة العمومية وفتحوا بحثا في الغرض قادهم الى إيقاف منظم الرحلة الفاشلة وإثر التحري معه وُجّهت له تهمة التحيّل وأمكن ايقاف بقية المجموعة المتكونة من ستة أنفار بتهمة اجتياز الحدود خلسة.