ألقت فرقة الشرطة العدلية بمدينة المنستير القبض على شاب ناهز التاسعة والعشرين من عمره من ذوي السوابق العدلية كان قد داهم شقيقتين تقطنان بمفردهما قصد النّيل منهما ولمّا فشل في الوصول إلى مبتغاه عمد إلى سلبهما مبلغا ماليا قدره 300 دينار ثمّ لاذ بالفرار. وتفيد الأبحاث المجراة في هذه القضية أن الشقيقتين تبلغان من العمر 23 و25 سنة قدمتا من إحدى مدن الوسط للعمل بأحد مصانع مدينة المنستير فتسوّغتا منزلا صغيرا بأحد الأحياء الشعبية القريبة من المنطقة الصناعية التي يقع بها مصنعهما وانصرفتا الى عملهما لا شيء ينغّص عليهما حياتهما همّهما الوحيد توفير بعض المال للعودة به الى مسقط رأسيهما. زائر منتصف الليل لم تكن الشقيقتان تتوقّعان ما كان ينتظرهما من مفاجأة غير سارة ذات ليلة بعد منتصف الليل، فبينما كانتا تغطّان في سبات عميق إذ بهما تستيقظان على وقع حركات غريبة تنبعث من باب المنزل وبسرعة فائقة جرت الأحداث فعقدت لسانيهما وشلّت حركاتهما عندما تفطّنتا الى أنّ ما سمعتاه من ضجيج كان مصدره زائر غريب سرعان ما اقترب منهما وأشعل بطارية طالبا منهما تمكينه من نفسيهما والتداول عليهما مشهرا في وجهيهما سكّينا كبيرا، وأمام هول المفاجأة وخوفامن بطش الشاب الذي لم تتمكّناحتى من تبيّن ملامحه توسّلتا إليه أن يخلي سبيلهما وأقسمتا له بأنهما شقيقتان إلا أنه بدا مصرّا على نيل مبتغاه حين زاد تهديده، حينها قرّرتا الفتاتان مجاراته أملا في ايجاد منفذ للخلاص من براثينه فعرضت عليه إحداهما أن تختلي به في الغرفة شريطة أن تنسحب شقيقتها الى البهو فانطلت الحيلة عليه وقبلها على الفور. ونجحت الحيلة أخرج الشاب إحدى الشقيقتين إلى البهو وأغلق باب الغرفة مختليا بالثانية، فانتهزت الفتاة الأولى الفرصة لتفتح باب المنزل وتفرّ متوجهة الى مركز الأمن. ولما تفطن الشاب الى فرارها ارتبك فأشعل ضوء الغرفة بعد أن عدل عن النّيل من الفتاة الثانية خوفا من مداهمة رجال الشرطة للمنزل وقبل انسحابه طلب الحصول على المال وتحت طائلة التهديد بالسكّين سلّمته الفتاة كلّ ما كان معها من نقود قدرها 300 دينار فتسلم المبلغ وغادر المنزل بسرعة. وفي الأثناء تمكنت شقيقتها التي فرّت من الوصول الى مركز الأمن بمساعدة أحد الأجوار وبتحوّل رجال الشرطة الى عين المكان لم يعثروا على المتهم ولاحظوا آثار خلع الباب ثم حصلوا من الشقيقتين على أوصاف الشاب وبعد التحرّي ألقي القبض عليه وبعرضه مع مجموعة من المشبوهين على الفتاتين تعرّفتا عليه وهكذا لم يجد بدّا من الاعتراف، فأحيل على النيابة العمومية وهو الذي يزخر سجله بسوابق في العنف والسرقة.