رغم انخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس لازلنا نلحظ وقوع حالات تسمّم ناتجة عن الغذاء.. فما هي أسباب مثل هذه التسممات التي تقع في فصل الشتاء ؟ علامات التسمّم الغذائي تبدو واضحة وهي تتمثل في حدوث مغص بالأمعاء وانخفاض ضغط الدم وإسهال وتقيّؤ و»حكّة» على مستوى الجلدة لكن أسباب التسمّم، تعود بدرجة أولى كما يؤكد ذلك الدكتور عبد الرزاق يحيى «إلى تناول وجبة غذائية قديمة (بايتة)، دون أن تكون محفوظة فتصبح حاملة لفيروسات وجراثيم تحدث تسمّما من الأسباب الأخرى أيضا أن تحضير الغذاء لا يتمّ في شروط صحية ملائمة وهنا وجب الاحتياط من بعض المكونات الغذائية التي قد تكون حاملة للجراثيم بدورها. من أسباب التسمّم في هذا الجو البارد الذي تنفخض فيه درجات الحرارة استهلاك مواد غذائية فاسدة تجاوزت تاريخ صلوحية الاستعمال، وهو ما يجعلها مخزنا لتعفّن جرثومي بكتيري أو فيروسي أو نوع طفيليات، إن المشكل أن بعض مواد الغذاء تحمل مواد كيميائية وبعض مواد الاستهلاك الأخرى تحوي سموم جراثيم ناتجة أيضا عن حمى البقر (جرثومة تأتي عن طريق حليب البقرة) نتيجة عدم تسخينه في درجة حرارية معينة قبل استهلاكه». أخطر التسمّمات إن التسمّم درجات ولذلك فإن العلامات قد تختلف من شخص إلى آخر فقد يتألم من وقع في التسمّم لمغص بسيط لكن المصاب الآخر قد ترتفع درجات حرارة جسمه لتصل الى 40 درجة بل قد يشكو نزيفا على مستوى معدته يؤدّي به في بعض الحالات الى غيبوبة وإغماء. مثل هذه العلامات يقول الدكتور عبد الرزاق يحيى : «هي نتاج لأخطر التسمّمات الغذائية الناتجة بالأساس عن الحمّى الاستنقاعية انها عبارة عن جرثومة تأتي من تلوّث الماء وتلوّث الخضروات مثل «السلاطة». توجد أيضا جرثومة «البوتليزم» وهي تتركز ببعض المصبرات وبمواد الغذاء المالحة، إن مثل هذا التسمم لا يقلّ خطورة أيضا إذ يحدث اضطرابات بالجهاز الهضمي ويؤثر على الشبكة العصبية. ويدعو الدكتور في النهاية الى الاعتماد على شروط غذائية وصحية والحذر من بعض مواد استهلاكية ملقاة على قارعة الطريق فسدت وانتهت مدة صلوحيتها ومع ذلك يبيعها التجار في ظروف بيئية غير سليمة. إن ظاهرة التسمّم لاترتبط بفصل الصيف أو بفصل الشتاء ولكنها ترتبط بدرجة أولى بكيفية وأسلوب الاستهلاك الذي يبقى أسلوبا حضاريا.