بمائة مليم تستطيع في العاصمة ان تنعش الجسم ولو لحين بكأس من العصير «سيتروناد» ولكن نفس هذه الكأس قد تحمل لك مخاطر صحية متفاوتة الخطورة. يعمد البعض الى تسكين ألم جوعهم وتسكين عطشهم بالارتماء في احضان الباعة المتجولين وفي احضان أولئك الذين يصطفون على أرصفة الطريق الذين يوفرون مواد استهلاكية (عصير، مرطبات، مثلجات) قد لا تستجيب في غالب الاحيان الى أبسط الشروط الصحية. ومع ارتفاع درجات الحرارة تصبح مثل هذه المواد مخزنا للامراض اذ يؤكد الدكتور عبد الرزاق يحيى ان استهلاك المواد المعروضة التي لا تخضع لأية رقابة صحية قد تخلف لاصحابها الاصابة بالحساسية الجلدية والتي من علاماتها «حكة» في كامل الجسم وانتفاخ وتورّم على مستوى الوجه المواد المعروضة هذه قد تنتج عنها حالات أخطر كالاصابة بضيق التنفس او الاصابة بالتسمم الذي من علاماته اسهال حاد ومغص بالامعاء وتقيؤ وإغماء.استهلاك المواد الباردة خاصة عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة من شأنه ان يحدث صدمة فيزيولوجية تفرز انخفاض حاد في ضغط الدم قد ينتج عنها الاصابة بالسكتة القلبية. المثلجات المعروضة دون رقابة صحية من شأنها ان تحمل جراثيم السالمونيل بأنواعه الثلاث والتي بدورها بعضها يسبب الاصابة بالحمى الاتنقاعية ونزيف في الامعاء مع اسهال حاد. الافراط في تناول المنتوجات المعروضة هذه (خاصة المرطبات) والغنية بالسكر كاف لتدمير فيتامين «ب» الذي يؤدي نقصه في الجسم الى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والارق والكآبة والتشنجات العضلية. **فخّ لا يقتصر الشأن على الباعة المتجولين بل إنّ بعض المحلات التي تعرف بأنها راقية تخزن بدورها مواد استهلاك اضرارها اكثر من منافعها. ما يثبت ان الأكلات والمشروبات المعروفة على الارصفة وفي بعض المحلات لا تخلو من مخاطر وعليه فان المواطن عليه ان يتسلّح بقليل من الوعي كما ان المسؤولين على المراقبة الصحية مطالبون بأن لا يغمضوا اعينهم على هؤلاء الباعة وان يفرضوا اجراءات اكثر ردعا.