في قراءة متأنية لمسيرة منتخباتنا الوطنية لكرة القدم بمعظم أصنافها نلاحظ الحرص الأكيد على التفتح المستمر على المواهب التونسية المهاجرة وهو ما شكل خطوة ممتازة لتغذية منتخباتنا بكل ذي موهبة ومقدرة على الاضافة والافادة.. وإذا ما عملت كل الأطراف المعنية على تدعيم هذا التمشي الايجابي فإن «الشروق» كان لها الدور الكبير في «التنقيب» عن هذه المواهب المهاجرة وعديد الأسماء التي تميزت تحت راية النجمة والهلال يترجم مستواها ذلك ومن بينها اللاعب الشاب لنادي تولوز الفرنسي محمد علي غرزول الذي أثبت قيمته المضافة وسداد خطواته في مشوار كروي متألق يجمع بين احترف موفق وإفادة كبيرة للمنتخب الوطني للأواسط. محمد علي الغرزول من مواليد مدينة حمام سوسة يوم 14 ديسمبر من سنة 1985.. بدأ مسيرته الكرو ية من فرنسا باعتباره مقيما هناك مع عائلته وكانت نقطة الانطلاق مركز تكوين الشبان التابع لنادي تولوز حيث تعلّم تقنيات الكرة فتدعمت موهبته واشتدّ عوده ليصبح اللاعب الذي باستطاعته أن يشغل معظم المواقع الدفاعية الى جانب وسط الميدان وينتمي محمد علي البالغ من العمر 18 سنة الى مجموعة من اللاعبين الذين يعتبرون رصيدا هاما لأكابر تولوز اذ يوجد الغرزول مع فريقه في المرتبة السادسة من بطولة الدرجة الممتازة الفرنسية الى جانب أندية معروفة وعريقة على غرار بوردو وباري سان جرمان ولافال ونانت وقانقون. اعتزاز ورغبة في النجاح محمد علي الغرزول سعيد ومعتز بانتمائه لمنتخب بلاده وليس أدلّ على ذلك من حماسه الكبير للدفاع عن زي المنتخب ناهيك أن غيابه عن التربص الماضي والذي كان ناجما عن اصابة في أسفل القدم بعد مباراة كبيرة لعبها محمد علي مع تولوز ضد متصدر الطليعة وحالف الفوز زملاء الغرزول بهدفين مقابل واحد قد راسلت في شأنه الهيئة المديرة لفريق تولوز الجامعة التونسية لكرة القدم لتبرير غياب محمد علي الغرزول الذي أكد بأنه لن يتأخر عن تلبية نداء الواجب ودليل ذلك بمجرد شفائه من الاصابة مشاركته في التربص الأخير الذي احتضنته مدينة المهدية من 22 الى 27 ديسمبر وهو ما يعبّر عن رغبة هذا الشاب المتألق في معانقة النجاح مع المنتخب الوطني للأواسط بما يمهد أمامه الطريق لاقتفاء أثر من سبقوه في التميز مع منتخب الأكابر وفي ذلك تدعيم للمسيرة الاحترافية الموفقة لمحمد علي الغرزول. عناية... اهتمام ومتابعة محمد علي يعتبر دعوته للمنتخب الوطني للأواسط شرفا وفخرا ودفعا معنويا كبيرا له في مسيرته في دنيا الاحتراف وقد أثنى كثيرا على العناية الفائقة التي وجدها من الجامعة التونسية لكرة القدم ومن المدير الفني السيد حسن مالوش ومدرب المنتخب الوطني للأواسط السيد رياض الشرفي ومساعده لطفي بوعبيد مؤكدا انسجامه الواضح مع زملائه اللاعبين دون استثناء.. كما أن أجواء البطولة التونسية ليست غائبة عن محمد علي الغرزول الذي يتابعها بانتظام وخاصة اللقاءات الكبرى بفضل ما توفره القناة الفضائية «تونس 7» من تغطية مؤكدا الغرزول اهتمامه بالخطوات الناجحة لعديد اللاعبين الشبان مثل كريم السعيدي وهيكل قمامدية وكريم حقي. وبإحساس يعبق بكثير من الحب لهذا الوطن العزيز يتمنّى الغرزول كل النجاح والتوفيق للمنتخب الوطني للأكابر في كأس أمم افريقيا تماما على غرار المنتخب الأولمبي على درب طموحاته الكبيرة في الترشح الى أولمبياد آثينا 2004 بعد النتيجة الايجابية للغاية التي عاد بها من نيجيريا. لا بدّ من المواصلة المجهودات والاتصالات الكبيرة التي تقوم بها الادارة الفنية للجامعة التونسية لكرة القدم من حيث مواصلة البحث عن لاعبين متألقين في أوروبا من الاشياء التي يرى الغرزول ضرورة تدعيمها لانتقاء أفضل الأسماء التونسية التي تنشط وتتألق في البطولات الأوروبية.