جدل متواصل منذ الأزل واتهامات متبادلة بين معشر الرجال من جهة ومعشر النساء في الطرف المقابل... والسؤال من يكذب أكثر هي أم هو؟ لكن الاجابة تظل غائبة ويظل الجدل مستمرا... فالرجال يؤكدون أن حواء أكثر مهارة في الكذب واحياء جلسات لنميمة في حين يجزم بنات حوّاء بأن الكذب اختصاص رجالي بحت... فمن نصدق هو أم هي؟ «الشروق» طرحت هذا السؤال على عدد من الرجال والنساء فماذا قالوا؟ ثم استأنست برأي أخصائي نفساني في محاولة منها الحسم في هذا الجدل... أنيس 27 سنة يدرس بالجامعة يقول بلا مقدمات أؤكد لكم أن المرأة تكذب أكثر من الرجل، وهذا من خلال تجربتي مع بنات حواء سواء داخل المحيط الأسري أو على مستوى المجتمع؟ ويضيف أنيس «كلهن كاذبات لكن بدرجات متفاوتة فالمرأة بحكم طبيعتها تميل إلى الكذب أكثر لأن شخصيتها تفرض عليها ذلك في معظم الأحيان». المرأة بامتياز ويوافق وليد بائع بمحل تجاري كلام سابقه ويؤكد هو الآخر أن المرأة تلجأ إلى الكذب في معظم الأحيان لاخفاء بعض جوانب الضعف في شخصيتها فهي تخشى مواجهة الطرف الآخر في بعض الأشياء. ويضرب وليد مثالا على ذلك بقوله أن والدته لا تجرؤ على مواجهة طلب والده بالرفض عندما يطلب منها بعض المال لذلك تكذب عليه وتدعي أنها لا تملك فلسا واحدا رغم أن الحقيقة عكس ذلك تماما. ويواصل وليد قوله : أن فتيات اليوم بارعات في الكذب بدرجة كبيرة فهن لا يتورعن عن الكذب في أبسط الأشياء حتى أصبح الكذب بالنسبة إليهن مثل الهواء الذي يتنفسن. السيد علي، 45 سنة يقول أن الكذب صفة عامة تشمل الرجال والنساء معا لكن مع بعض الاستثناءات لكن صيغة الكذب التصقت بالمرأة أكثر لعدة عوامل اجتماعية وشخصية معا. أكثر خطورة حسب رأيي فإن الرجل لا يكذب كثيرا لكن كذبه أكثر خطورة ووقعا بينما تلتجىء أحيانا الى الكذب بدوافع بسيطة بحكم شخصيتها فمعظمهن يكذبن بدافع الافتخار مثلا، كأن تدعي احداهن بأن فستانها من أفخر المغازات بينما تكون قد اقتنته من الفريب. أمر صعب السيدة عايدة 40 سنة تعمل في ميدان التعليم تقول بابتسامة عريضة «لا يمكن الجزم بسهولة بخصوص هذا الموضوع، فالكذب صفة انسانية يشترك فيها الجنسان لكن يجب التفريق هنا بين أنواع الكذب ومدى تأثيرها على سير العلاقات الإنسانية. وتواصل عايدة أن معظمنا يلجأ إلى الكذب في بعض المواقف الحرجة، أو لتهدئة النفوس، ويطلق عليه اسم الكذب الأبيض، وغالبا ما تكون عواقب هذا النوع من الكذب طيبة لأنها تهدف في النهاية الى اصلاح ذات البين أو تحاشي مواقف شائكة». سوسن، تعترف بأن النساء يكذبن أكثر من الرجال لكنها تؤكد في نفس الوقت أن الرجال كذبهم أخطر. وتضيف سوسن أن الرجل بارع في الكذب خاصة إذا كان متزوجا فهو يكذب في كل شيء على زوجته بداية من المرتب الى علاقاته الاجتماعية وتحركاته طيلة اليوم. وتقول سوسن أنها اطلعت على ذلك من خلال تعاملها مع زملائها المتزوجين وتؤكد أن الواحد منهم يصطنع الجدية عندما تتصل به زوجته عبر الهاتف ويخبرها بأنه اضطر الى المكوث بالمكتب لكثرة العمل ولم يتناول شيئا بينما يكون في الواقع قد خرج الى المطعم وتناول الغداء. كذب الرجال أخطر وهذه عينة بسيطة من الكذب ما خفى كان أعظم حسب رأيها حياة متزوجة منذ عدة سنوات تؤكد أنها من خلال تجربتها تأكدت من أن الرجل أكثر كذبا من المرأة بل ان كذبه أخطر. وتضيف أن مجالس النميمة والكذب لم تعد حكرا على النساء بل أن الرجال أصبحوا أكثر تضلعا وذلك خاصة عند اجتماعهم في المقاهي والأماكن العامة. إذا كانت هذه آراء الرجال والنساء بخصوص الكذب فماذا يقول الطب النفسي؟ الطب النفسي يوضح يؤكد الدكتور البوغانمي بأن الكذب سلوك غير سوي يلجأ إليه البعض لعدة دوافع. ويضيف بأنه لا علاقة له باختلاف الجنس أو العرق لذلك لا يمكن تحديد ما اذا كانت المرأة تكذب أكثر من الرجل أو العكس. ويقول هذا الاخصائي أن للكذب دوافع عديدة قد تكون ظرفية كأن يلجأ شخص ما إلى الكذب للخروج من مأزق أو موقف معين بأخف الأضرار. لكن عندما يتحول الكذب الى سلوك يومي ولا شعوري فهنا مكمن الخطر، حيث يصبح تعبيرا عن مركب نقص في شخصية من يمارسه. ويؤكد هذا الأخصائي في نهاية حديثه بأن الكذب قد يكون ظاهرة مرضية تؤدي الى الحاق الضرر بعلاقات الشخص بمحيطه وعلاقاته الاجتماعية وبالتالي فإن الشخص الذي يبالغ في الكذب يحتاج الى متابعة من الأخصائي النفساني.