وصلتنا هذا الأسبوع رسائل عديدة تضم أسئلة مختلفة ومشاكل نفسية وسلوكية معيّنة اخترنا منها ثلاث حالات ليجيب عنها كالعادة الأستاذ منذر جعفر، معالج نفساني وسلوكي. الحالة الأولى : أنا شاب مشكلتي تتمثل في ممارستي الطويلة والمفرطة للعادة السرية نتيجة لمرض نفسي ألمّ بي في مرحلة الطفولة المبكّرة كما أني حرمت من الرضاعة الطبيعية. الرجاء ارشادي الى الحل المناسب للتغلّب على هذه العادة السيئة. * نبيل : قفصة الاجابة الأولى : علميا، العادة السرية هي فترة يمرّ بها كل فرد خلال فترة المراهقة ومن خلال هذه الممارسة يتكشف المراهق رجولته. فهي ليست نتيجة حتمية لمرض نفسي وليست راجعة لحرمان الفرد من الرضاعة الطبيعية ولكن إذا تواصلت هذه العادة الى سن متقدمة تصبح سلوكا مرضيا يجب معالجته ولك بعدة طرق علمية كالعلاج النفسي والسلوكي. ونقول للأخ إننا سنرسل لك ردّا كتابيا يضم ما تطلبه وشكرا. الحالة الثانية : ابنتي تبلغ من العمر 18 سنة علاقتها بأبيها متوتّرة جدا لا تهابه ولا تحترمه مع العلم أن والدها ليس مثقفا ويكبرني ب سنة. وتبعا لهذه العلاقة المتوترة تدهورت نتائجها الدراسية لقلة تركيزها واهتمامها بالدراسة. بالاضافة الى ذلك ابنتي كثيرة العزلة ولا تهتم بمظهرها. ما العمل لأنقذ ابنتي وأصلح هذه العلاقة. * فاطمة القيروان الاجابة الثانية : ابنتك لم تتخطّ بعد سن المراهقة وعلاقتها بأبيها تأثّرت كثيرا بنوعية علاقتك به فهو يمثل بالنسبة اليها الأب غير المرغوب فيه لأنه من الواضح أنه لا يفهمها ولا يحاول التقرب منها نظرا لثقافته المحدودة، في حين أنه من المفروض أن يكون الأب في هذه المرحلة العمرية القدوة والمثل الأعلى بالنسبة لابنته المراهقة. ومن المؤكد أن ابنتك تعاني من فراغ عاطفي كبير أثّر على توازنها النفسي وأخلّ وولّد لديها عدّة اضطرابات في مستوى التركيز مما جعل نتائجها المدرسية متهورة. وهذه الفتاة أيضا تعاني من الاضطراب في علاقاتها الاجتماعية ومع المحيطين بها لذلك اختارت العزلة والانزواء اتقاء للانتقادات التي يمكن أن تتعرض اليها على اعتبار أنها لا تهتم بمظهرها. وهذا يجعلها محلّ سخرية وتندّر بين الجميع. فالنصيحة الأولى التي يجب اتباعها في هذه الحالة هي محاولة اصلاح صورة الأب المشوّهة في ذهن الفتاة من خلال ادخال تغيّرات على نوعية علاقتك بزوجك. والنصيحة الثانية تتمثل في التقرب أكثر من ابنتك ومنح الأمان وتشجيعها على التعبير عما تحسّ به تجاه والديها ومحاولة طرح الأسباب التي أدّت الى مثل هذه العلاقة. فالأسلوب الحواري هو ناجع الى حدّ كبير في هذه الحالة. أما النصيحة الثالثة فتتمثل في مناقشة الأمرمع زوجك ليغيّر أسلوبه مع ابنته. الحالة الثالثة : أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة من عائلة محافظة. مستواي التعليمي جامعي. تزوجت من شاب طبيب يفوقني ب22 سنة. معاملتي له طيبة (مع العلم أن لي ابنا) زوجي لا يهتم بي فهو يعتبرني لعبة أو تحفة يزين بها المنزل. أنا حائرة ولا أقدر على مواجهته أو مصارحة أهلي بذلك. * سناء تونس الاجابة الثالثة : زواجك من هذا الشخص ليس زواجا مدروسا ويدخل في اطار زواج المصلحة. فوالداك أراد تزويجك منه لضمان مستقبلك ماديا واجتماعيا دون التفكير في الناحية النفسية. ويبدو أن زوجك لم يكن يبحث عن زوجة تشاركه حياته بل تحفة جميلة تزين البيت وتهتم به. فالعوامل الأساسية التي تضمن زواجا ناجحا ليست متوفرة ومن أهمّها فارق السن والمستوى الثقافي والاجتماعي. وبالرغم من ذلك ننصحك سيدتي بمحاولة ردّ الاعتبار الى نفسك وأن تعطيها المكانة التي تستحقّها. فأنت قادرة على تغيير سلوك زوجك وعقليته إذا غيّرت نظرتك الى نفسك وبالتالي تغيير سلوكه نحوك. كما أن الصراحة والجرأة مطلوبتان في هذه المواقف بالاضافة الى ذلك فان الحوار هو أكثر السبل نجاحا للحصول على ما ترغبين فيه ونقصد بذلك تغيير معاملة زوجك لك. فحاولي فهم زوجك وساعديه على تخطي بعض العقد التي من الممكن أن يكون اكتسبها منذ طفولته المبكرة. • اعداد ناجية المالكي عيادة نفسية للطفل والمراهق والأسرة: إصغاء توجيه وحلول ناجعة تظل كيفية التعامل مع الطفل أو المراهق وبعض المشاكل التي تتعرض لها الأسرة ذات أهمية، وتستوجب استشارة مختصين في علم النفس السلوكي حتى يتمكن الأولياء من تخطي مختلف العقليات التي تعترضهم في كيفية تعاملهم مع أبنائهم ومواجهة مختلف الاشكالات النفسية والسلوكية. «الشروق» تقترح عليكم ركنا جديدا بعنوان «عيادة نفسية للطفل والمراهق والأسرة» يهتم بالجوانب النفسية للطفل والمراهق والأسرة تطالعونه كل يوم ثلاثاء وخميس ويوم الأحد. فابعثوا لنا بأسئلتكم متضمنة لمختلف المشاكل التي يتعرض لها ابنك أو ابنتك أو تواجهها أسرتك ونعدكم بالرد عليها وتوجيهكم التوجيه الصحيح.