ثلاث حالات نفسية وسلوكية جديدة نتناولها بالدرس والتحليل معارفقة الأستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي وندعو مجددا السادة القراء الى اثراء هذا الركن بعرض مشاكلهم النفسية والسلوكية علينا لتحليلها والاجابة عنها وتوجيه النصائح اللازمة للتعامل معها. ** الحالة الأولى: أنا إمرأة متزوجة من رجل غير مثقف ويكبرني ب15 سنة ولي إبن في سنّ المراهقة لم يتعدّ بعد 14 سنة علاقته بأبيه متوترة ويسودها عدم الاحترام فإبني لا يطيع والده ولا يأخذ برأيه ولا يهابه وتبعا لذلك تدهورت نتائجه المدرسية وأصبح يميل الى العزلة والانفراد غير مكترث بهندامه ومظهره. كيف يمكن أن أنقذ إبني من هذه الحالة النفسية السيئة. * فوزية (سوسة) * الردّ : إبنك يمرّ بفترة مراهقة صعبة ودقيقة فمن الواضح أن علاقته بأبيه تأثرت بعلاقتك بزوجك. فابنك يرى في أبيه مثالا للأب السيء غير المتفهم، لا يمكن التواصل معه بأي شكل من الأشكال وربما يعود ذلك الى محدودية ثقافة زوجك وعدم امتلاكه لأدوات التربية الحديثة للأبناء. ونصيحتنا إليك تتمثل في اتباع الخطوات التالية: محاولة ترميم صورة الأب المشوهة في ذهن الشاب المراهق وذلك بإدخال بعض التعديلات الجذرية على نوعية علاقتك بزوجك. اقتربي أكثر من ابنك وامنحيه الأمان من خلال التواصل المثمر والبناء ومن خلال تشجيعه على التعبير عما يخالجه من مشاعر دقيقة ومحاولة البحث في الأسباب التي أدت به الى مثل هذه العلاقة السيئة بوالده والانعزال والانفراد وذلك بتوخي أسلوب مرن بعيد عن التهديد والوعيد والأمر والنهي. أخيرا حاولي عقد جلسة نقاش مع زوجك تتباحثان أثناءها طريقة تعامل زوجك مع ابنه واعملي على اقناعه بضرورة التقرب منه وارساء أسلوب جديد للتعامل بينهما. ** الحالة الثانية : إبنتي تبلغ من العمر 8 سنوات نتائجها المدرسية متوسطة مشكلتها تتمثل في كثرة الحركة والنشاط الزائد الذي يصل أحيانا الى درجة الهيجان لذلك أتساءل هل أن هذه الحالة طبيعية أم مرضية؟ * فاتن (القيروان) * الرد (2) سيدي هذه الحالة ليست طبيعية فابنتك تشكو من اضطرابات سلوكية خاصة على المستوى الحركي فهي كثيرة الهيجان والحركة وهذا التصرف لا شعوري ولا إرادي وهو يدل على أن ابنتك تعاني من انخرام في مستوى توازنها النفسي وربما يكون ذلك نتيجة لبعض الأجواء العائلية غير المستقرة ولتخليصها من هذا الاضطراب السلوكي والنفسي عليك بعرضها على أخصائي نفساني لدراسة حالتها دراسة معمقة يحدد على اثرها الأسباب والدوافع التي أدّت بها الى هذه الحالة. ثم حاولي إلحاقها بأحد النوادي الرياضية لممارسة بعض الأنشطة الرياضية وذلك لامتصاص ذلك الهيجان الحركي الزائد عن العادة لتحقق بعض التوازن النفسي. ** الحالة الثالثة : أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة مستوى جامعي والدي مدمن شرب الكحول الشيء الذي أضرّ بصحته الجسدية والنفسية وأصبحت علاقته متوترة مع أفراد عائلته، لذلك أتساءل عن كيفية مساعدته للتخلص من هذه العادة السيئة. * مراد (منوبة) * الرد (3)الحلّ الوحيد لمساعدة والدك للاقلاع عن شرب الكحول يتمثل في الحاقه بإحدى المصحات الاستشفائية وإبقائه تحت الرعاية الطبية. لكن المشكل الذي يطرح نفسه هو هل يقبل والدك هذا الحل؟ لذا أنصحك بطرح الموضوع عليه وحاول اقناعه بضرورة التخلص من هذه العادة المضرّة وإبراز حرصك على صحته وحياته من منطلق أنك ابنه وتهمّك مصلحته.