أحال أحد مكاتب التحقيق بابتدائية تونس العاصمة ملف قضية عصابة مخدرات الى فرقة مقاومة الاجرام لمزيد التحرّي واستيفاء البحث. وقد تمكنت الفرقة من التوصّل الى اكتشاف نشاط بالغ الخطورة يتعلّق بكميّة هامة من «الكوكايين» وقع تداولها في العاصمة. وانطلقت التحقيقات بالاعتماد على المعلومات القليلة الواردة بملف القضية والتي ساعدت على ايقاف بعض المستهلكين لمادة الكوكايين وهم كهول تربط بينهم صفة الثراء والبحث عن بدائل لرتابة الحياة.. واستطاع المحققون تحديد هوية المروج ومن ثمة وقع رصد تحركاته وتتبعه الى حين مفاجأته وإيقافه متلبسا بمسك مادة مخدّرة اتّضح من خلال تحليلها أنها مادة «الكوكايين» وهي محظورة دوليا ومصنّفة في أعلى سلّم المخدرات. وتبيّن أن هذا الصنف يقع تداوله لأول مرّة في تونس داخل أوساط اجتماعية ثرية نظرا لارتفاع اسعاره حيث تقدر تكلفة الجرعة الواحدة (التي لا يتعدّى وزنها الغرام الواحد) بآلاف الدنانير.. أما إدمانه فيستوجب توفر احتياطي ضخم من المال وهو ما لا يتوفر عند الشرائح الاجتماعية الضعيفة. هذه الحقائق أكدت للمحققين استحالة التوقف عند حدّ القبض على المروّج. وطرحت فرضية وجود عنصر رئيسي يتزعم العصابة ويستورد «الكوكايين» ويزوّد بها الوسطاء الذين يقومون بتوزيعها بدورهم في دائرة ضيّقة وبعيدة عن الشبهات. وكان الاعتقاد صائبا فقد تمكّنت احدى فرق مقاومة الاجرام من الوصول الى الرأس المدبّر وأوقعت به فتبيّن أنه أحد الاثرياء وهو كهل يقطن بإحدى الضواحي الشمالية للعاصمة. وقد اعترف بالتهم الموجهة اليه وهي مسك واستهلاك وتوزيع الكوكايين، ويستمر التحقيق معه ومع بقية أفراد العصابة التي غطى نشاطها منطقة تونس العاصمة وضواحيها من أجل محاولة الكشف عن مسالك تسرب هذه الآفة السامة الى مجتمعنا.