مرت يوم 3 جانفي الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر الكبير حمادي الباجي الذي كان الاكثر حضورا في الاغنية التونسية طيلة ثلاثين سنة. وحمادي الباجي الذي كتب عددا من روائع الاغاني التونسية للهادي القلال ونعمة ومصطفى الشرفي والهادي الجويني منها يا موجة حالك كحالي ولا نمثلك بالشمس ولا بالقمرة... كان صوتا صافيا من الشعر والمحبة. وخلّف بعد رحيله عددا من الاعمال الشعرية والنثرية التي لم تنشر منها الجزء الثاني من ديوانه الشعري وكتابا عن أوزان وأغراض الشعر الشعبي. شقيقته السيدة مفيدة الباجي خصّت «الشروق» بقصيدتين لم تنشرا من ديوانه الذي ينتظر من ينفض عنه الغبار وينشره. ** تهاني رأس السنة يُهنّئ بعضنا بالعام بعضا ولا ندري غدا ماذا المصير؟ وكل ناهج في الكون دربا وبين جفونه بصر حسير برائي نفسه في زيف عمر ويزعم أنه الحيّ الجسور... ألا يا مقبلا من بطن غيب وقد بسمت لمقدمك الثغور أجبني عن حقائق خافيات وما قد خبّأ الدهر الغرور فلست بمؤمن والله يوما بعرّاف يغرّ به غرير فما الايام إلا خادعات وما أمدي بها إلا قصير وإني قد سبرت بها الاماني وهدهدني بنجواها الغرور فلم ترني سوى وهم سراب ببيداء تؤجّ بها سعير ولم يفلح سوى من كان حربا على الاقدار فجّرها قدير ** وأنت لي كل شيء... لو أنني كنت لصا وكنت بالقرب منك لما سرقت سوى قلبك الذي كان ملكي يا جنة هي ناري في البعد ما لم أصلك بالرغم عن كبريائي أعيش فيك بنسكي أراك في ليل إثمي ملاك خير فأبكي وأرتجي أن تكوني براءتي عند هلكي ما أنت في الكون إلا عين اليقين بشكّي آمنت فيك بربي من بعد كفري وشركي أشرقت نورا بذاتي ما سرّ ذاتك تلك؟ فما رأيت جمالا إلا وحدّث عنك من السماء بوحي منزّل من لدنك وكل وجه جميل يسعى الى القرب منك عيناك بحر عميق في موجه تاه فلكي ما غايتي من وجودي في الكون إن لم أصلك؟ وأنت لي كل شيء