تقبل الأسرة التونسية على ختان أبنائها صيفا وفي المناسبات الدينية على غرار شهر رمضان والمولد النبوي الشريف.. وتجرى في بلادنا سنويا نحو 10 آلاف عملية ختان. وقد أثبتت دراسة علمية حديثة أن الختان يقلّل من امكانية الاصابة بالأمراض المنقولة جنسيا.. عن فوائد الختان وتداعياته النفسية تحدثت «الشروق» الى الدكتور هشام الشريف المختص في علم الجنس النفسي (الجنسانية البشرية). في البداية ذكر الدكتور الشريف أن الختان يقلّص من امكانية الاصابة بالأمراض المنقولة جنسيا ويسهّل عملية تنظيف المناطق الحساسة ويقي من أخطار التهاب المجاري البولية الى جانب تقليص نسب الالتهاب بالأماكن الحساسة التي تعرف ب«phimosis» كما يقلل امكانية الاصابة ب«البروستات». وفي خصوص مرض السيدا فإن اجراء الختان بالنسبة الى الذكور يقلّل من امكانية الاصابة بالمرض لكنه لا يقضي كليا على احتمال الاصابة به، ولاحظ الدكتور أن منظمة الصحة العالمية أدرجت في السنوات الأخيرة ختان الذكور ضمن قائمة الوسائل المعتمدة لمكافحة السيدا وذلك بعد إجراء جملة من التجارب في افريقيا الجنوبية على فئة من الشبان الذين قاموا بعمليات الختان وآخرين لم يجروها هذه العمليات وقد تمّ التوصّل الى أن نسب الاصابة بالمرض أقل عند الذين تمّ ختانهم ب50 و60٪. سألنا الدكتور عن أسباب انتشار الأمراض المنقولة جنسيا في بلادنا رغم وجود عمليات الختان التي من المفروض أن تقلّص نسب الاصابات بهذه الأمراض فأجاب بأن هذه الأمراض ناتجة عن عدم وجود ثقافة جنسية سليمة لدى الشباب إذ لا يتمّ التحدث في مسائل الجنس في العائلة ولا يكون الحديث عن هذه المسائل إلاّ مع الأصدقاء الذين لا يتبادلون في الغالب معلومات صحيحة حول هذه المسألة. ودعا الدكتور الشريف الى إدراج مادة التثقيف الجنسي ضمن برامج التلاميذ في المعاهد والاعداديات لحمايتهم من المخاطر، ولاحظ الدكتور أن شبابنا متحرّر في سلوكه لكنه مازال بعيدا عن التثقيف الجنسي من حيث عقليته. من جهة أخرى وبالعودة الى الحديث عن الختان نصح المختص الآباء بإجراء عمليات الختان في السن من 6 أشهر الى سنة وذلك لأسباب صحية ونفسية منها أن الطفل يمكنه نسيان الألم المعنوي والمادي الذي طاله جراء هذه العملية.. كما نصح الوالدين بالاعتماد على الجرّاحين المختصّين والابتعاد عن الوسائل التقليدية أو «الطهّار» في اجراء هذه العمليات لضمان نجاحها وعدم اصابة الطفل بتعفّن أو تعكّرات صحية أخرى.