أدانت أمس الدائرة الجنائيّة الصيفية بالمحكمة الابتدائية بتونس ابن شقيق الرئيس المخلوع، سفيان بن علي وقضت بسجنه لمدّة عامين وتخطئته بمبلغ ألفي دينار من أجل مسك واستهلاك مادة مخدّرة مدرجة بالجدول «ب» كما قضت بسجن شريكيه سليم بن علي وأنيس الجلاصي لمدة 15 سنة وتخطئتهما بمبلغ 13 ألف دينار وذلك اثر جلسة علنية حضرها عدد كبير من ممثلي وسائل الاعلام والمحامين والمتابعين. وأحضر المتهم بحالة إيقاف من قبل فرقة عسكرية فيما مثلا المتهمان الآخران بحالة فرار وتلت عليه المحكمة برئاسة القاضي عادل الجريدي قرار دائرة الاتهام، والذي جاء فيه بالخصوص أنّ منزل المتهم سفيان بن علي ابن شقيق المخلوع زين العابدين بن علي الكائن بسيدي بوسعيد تعرّض للهجوم من قبل عدد من المواطنين يوم 14 جانفي، فاتجه المتهم مع عدد من عائلتي بن علي والطرابلسي الى مطار قرطاج الدولي للفرار، فألقت عليهم فرقة خاصة من الحرس والشرطة القبض، وتمّ اقتيادهم الى ثكنة العوينة، وبعد 15 يوما من الايقاف تمّ عرض المتهم وعدد آخر من الطرابلسية وأفراد من عائلة بن علي على الاختبار البيولوجي على السوائل فوردت التحاليل بالنسبة الى سفيان بن علي ايجابية وعثر على كمية 103 نانوغرام من مادة القنب الهندي (التكروري أو الزطلة) في دمه مع الاشارة الى أنّ الغرام الواحد يساوي مليار نانوغرام. وقد اعترف المتهم أثاء استنطاقه بأنّه استهلك المخدّرات وتزوّد من دريد بن علي وبعض أقاربه من بينهم سليم بن علي وأنيس الجلاصي من أبناء عمّه وهم أبناء اشقاء الرئيس المخلوع، وتمت إحالته على أنظار أحد قضاة التحقيق الذي وجّه له تهمة مسك واستهلاك مادة مخدّرة، وقد أيّدت ذلك دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس التي قرّرت احالته على أنظار الدائرة الجنائية المختصّة لمقاضاته من أجل ما نسب اليه، وقد مثل للمرة الثانية أمس الخميس 28 جويلية 2011 اذ أنكر التهم المنسوبة اليه وقال إنّه أصبح يستهلك أدوية مهدئة للأعصاب منذ وفاة والده، وقال إنّه عاش لحظة رعب يوم ايقافه بمطار قرطاج ولم يكن يعلم إن كان سيقتل أم سيبقى على قيد الحياة، وأضاف بأنّ نتائج التحاليل التي أجريت عليه والتي جاءت ايجابية ربما مردّها رواسب الأقراص المهدئة التي كان يتناولها بوصفة طبية، الا أنّ المحكمة عارضته بأنّ الاختبارات بيّنت بأن ما عثر عليه بدمه هو مادة القنب الهندي التي ليست لها أي علاقة بالأدوية التي كان يتناولها، وقال المتهم سفيان بن علي، إنّ الاعتراف أمام باحث البداية انتزع منه انتزاعا بعد أن تعرّض للعنف المادي والمعنوي. عائلة سفيان بن علي التي كان عدد منها حاضرا بقاعة المحكمة كلّفوا خمسة محامين للدفاع عنه، وقد تراوحت المرافعات بين الطعن في تقرير الاختبار البيولوجي وبين عدم منطقية الوقائع وقال أحد المحامين الذي اعتمد في كلّ مرافعته على أقوال لعمر بن الخطاب، الأمر الذي جعل بعض زملائه يطلبون منه الترافع في القانون والالتزام بملفات القضية، إنّ منوّبه كان تحت حالة من الرعب يوم 14 جانفي، وإنّ التحاليل لا يمكن الاستئناس اليها، كما قدّم المحامون طعونا في اجراءات القيام بالاختبار والجهة التي أذنت بالقيام به، وطلب الدفاع اصليا الحكم ببطلان الاجراءات واحتياطيا الحكم بعدم سماع الدعوى، فيما تمسّك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة طبقا لنصوص الاحالة وفصولها القانونية، فرأت المحكمة بعد أن استمعت الى كافة أطراف القضية حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم اثر الجلسة لتقرّر في ساعة متأخّرة من مساء أمس الحكم بثبوت ادانة المتهم وسجنه لمدّة عامين سجنا من اجل ما نسب اليه. صور : طارق سلتان نص الحكم في قضية المخدرات قضت المحكمة ابتدائيا حضوريا في حق سفيان بن علي وغيابيا في حق سليم بن علي وأنيس الجلاصي، بثبوت إدانتهم كل في ما نسب إليه وسجن المتهم سفيان بن علي مدة عامين اثنين وتخطئته بألفي دينار من أجل استهلاك مادة مخدّرة مدرجة بالجدول «ب» وسجن كل واحد من المتهمين سليم بن علي وأنيس الجلاصي مدة 5 أعوام وتخطئة كل منهما ب3 الاف دينار من أجل استهلاك المادة المذكورة وسجن كل واحد منهما زيادة على ذلك مدة 10 أعوام وتخطئة كل منهما ب10 الاف دينار من أجل توزيع تلك المادة بنيّة الاتجار فيها وحمل المصاريف القانونية على المحكوم عليهم ووضعهم تحت المراقبة الإدارية مدة 5 أعوام والإذن بالنفاذ العاجل في حق سليم بن علي وأنيس الجلاصي في خصوص العقاب البدني المحكوم به.