توجه اهتمام التونسيين أمس الى متابعة ما تناقلته أجهزة الاعلام والفضائيات لجلسات محاكمة الرئيس المصري المخلوع، في اتهامات تتعلق بالفساد واصدار الأوامر بقتل المتظاهرين أثناء الثورة الشعبية التي أطاحت بحكمه... حسني مبارك لاح بمظهر المريض المسكين الممدد على سريره الطبي... فيما وقف ابناه جمال وعلاء وراء القفص بعد محاولة«لستره» «الشروق» حاولت رصد ردود فعل التونسيين من هذه المحاكمة... والتي تباينت بشكل كبير بين بحث عن العدالة ومحاكمة شعبية وتسامح وانسانية مفاجئة ممن اعتبره البعض «جلاد» الشعب ! بداية الحديث كانت مع السيد رشيد حنين (موظف)، الذي اعتبر أنه من الضروري أن يأخذ القانون مجراه... وأن تفرض العدالة كلمتها... وقال: «صحيح أننا شاهدنا حسني مبارك في مظهر رث ومريض... لكن من المهم أن تأخذ العدالة مجراها في العالم العربي.» لا فرق بين الغني والفقير واعتبر السيد رشيد حنين أن محاكمة مبارك برهنت على أن العدالة يجب ألا تفرق بين الغني والفقير... فالقانون يشمل الجميع. وأضاف ان من حق التونسي المطالبة بمحاكمة شعبية للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي... وأن يتم اتباع الآليات والقوانين الموجودة من أجل تحقيق العدالة. أما عن تقييمه لهذه المحاكمة فقال انه من المبكر ان يحكم على مدى نزاهة هذ القضاء... وان كان قضاء جادا أم مجرد مسرحية لامتصاص الغضب والألم الشعبي. أما السيد محي الدين قيشاوي (موظف بدائرة المحاسبات)، فأبدى أسفه للوضع الصحي الذي وصل اليه الرئيس المصري المخلوع وأشار الى الصورة المهينة التي لاح بها ابناه وراء القضبان. وتمنى السيد محي الدين ان تجرى محاكمة مماثلة للرئيس التونسي المخلوع وأصهاره بنفس الطريقة... لكنه استبعد حدوث مثل هذه المحاكمة في تونس في هذه الفترة الانتقالية.. وقال ان مثل هذه المحاكمة قد تحدث بعد الانتخابات ودخول سلطة جديدة للبلاد... وأن الاحكام في تونس لا يمكن ان تصدر الا غيابيا. تمثيلية... أو مسلسل مكسيكي أما السيد محمد بو حامد (موظف) فاعتبر ان محاكمة مبارك هي «تمثيلية»... وأن مقاضاته بتلك الصورة هي ارضاء للشعب فمبارك وأبناؤه موجودون في مصر... وهناك ضغط شعبي كبير لمحاسبته... وبإمكان الحكومة هناك جلبه و«اخراجه» للشعب.. واعتبر ان مثل هذه المحاكمة لا يمكن ان تصير في تونس لبن علي والطرابلسية... ورغم تفهمه للظروف الانسانية والصحية التي يمر بها مبارك الا أنه أكد على ضرورة «أن يأخذ العدل مجراه» وأن لا تنسى الذاكرة ما فعله هذا «المخلوع» في شعبه، لا سيما في واقعة الجمل... وأن هذه المحاكمة هي عبرة للحكام العرب وفي العالم، ان كانت على أسس صحيحة. بدوره اعتبر رضا بن ديلي (رجل أعمال) وأحد المقدمين للحصول على تأشيرة حزب أن الصورة التي تم بها تقديم محاكمة حسني مبارك هي شكل «متخلف» وهي عبارة عن مسلسل مكسيكي أو مصري مدروس... فالرجل حسب رأيه عمره 83 سنة وله 43 سنة من الحكم وتنبأ بأن تطول هذه المحاكمة ولا تفضي لشيء ملموس. واعتبر أن ما يحدث من محاكمات وثورات عربية هي بتخطيط أمريكي... كما اعتبر ان المحاكمة المصرية هي اسكات للشعب عن قضايا أخرى أكثر عمقا... اللهم لا شماتة «اللهم لا شماتة... تلك هي مطالب الشعب بتحقيق العدالة» هكذا بدأ عبد الواحد (عامل) حديثه عن محاكمة حسني مبارك... وأضاف انه ورغم تألفه للحالة الصحية التي وصل اليها مبارك وأضاف: «هناك تحسر لعدم امكانية محاكمة بن علي بنفس الطريقة بعد هربه لسنا في نفس الوضع... الحمد لله أوضاعنا أصبحت أكثر استقرار...» واعتبر ان حصول محاكمة لرئيس عربي وأن بداية تحقيق العدالة في العالم العربي هو بصنع تونسي. وعلى عكس ما ذهب اليه الكثير اعتبر طارق (عامل) أنه ليس من مسؤولية الانسان محاكمة الانسان... فالقضاء والحكم الهي... ومن حق الله وحده محاكمة ومحاسبة عباده... وقال «نحن لا نبحث عن وضع مماثل في تونس فلكل وضعية... ونحن نبحث عن الاستقرار الآن... والحكم هو حكم الله في الآخرة...» أما مليكة (عاملة) فاعتبرت أن محاكمة مبارك غير انسانية... وقالت إننا في تونس أكثر تحضرا... وأن المحاكمة يجب ان تكون عادلة لا «فلكلورية»...