شهد قطاع الاسمنت في الفترة الأخيرة تقلصا في الانتاج بنسبة 6% كما ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة وهو ما أدى الى التساؤل حول مصير الأشغال العمومية والصفقات الموجودة من جسور وطرقات سيارة وغيرها اضافة الى مدى تأثير هذا الارتفاع على أسعار المواد البنائية مستقبلا... «الشروق» اتصلت بالسيد شكري ادريس رئيس الجامعة التونسية لمقاولي البناء والأشغال العمومية... وحاولت التوقف عند أبرز مشاغل القطاع وتأثيراته على المواطن التونسي في هذه المرحلة.. أكد السيد شكري ادريس منذ بداية حياته على الانعكاسات السلبية التي يمثلها ارتفاع أسعار الاسمنت في هذه الفترة من السنة وقال ان الخسائر التي سيسببها ارتفاع تكلفة البناء سيتكبدها المقاول باعتبار ان الصفقات التي يتم انجازها حاليا هي باتفاقات مسبقة جرت في السنة الماضية وقال ان أغلب شركات المقاولات تتعاقد مع الدولة. وأضاف محدثنا ان ارتفاع الاسعار سيؤثر على آجال انجاز الصفقات وفي مدة استكمال الاشغال ويعطلها... لكنه تفاءل بأن تكون هذه الأزمة «ظرفية» ولكنها لن تستمر. مشاكل ومراسلة وبين رئيس الجامعة التونسية لمقاولي البناء والأشغال العمومية ان المقاولين قد اجتمعوا وبينوا من خلال مراسلة قامت بهاالجامعة الى وزارة التجارة وبينت المراسلة الصعوبات التي يمر بها القطاع في هذه الفترة. وبين محدثنا ان المشاكل في البناء هي في الاسمنت المغلف، أما الاسمنت السائب «الصبة» فهو متوفر... وأرجع ارتفاع الأسعار الى تقلص الانتاج وتوقف عمل مصنع النفيضة بنسبة 70% وتصاعد البناء الفوضوي. وسينجر عن هذه الظروف التمديد في آجال استكمال الاشغال العمومية الكبرى. واضافة الى مشاكل ارتفاع أسعار الاسمنت يعاني قطاع البناء من مشاكل ارتفاع أسعار الحديد والآجر... حيث ارتفعت أسعار الحديد بنسبة تتراوح بين 10 و11% ويعود هذا الارتفاع الى الارتفاع الحاصل في الأسواق العالمية الناجم عن ارتفاع أسعار الفولاذ ومواد الطاقة... وقدر السيد شكري ادريس ارتفاع تكلفة البناء المنجرة عن ارتفاع اسعار الحديد والاسمنت والآجر بنسبة 15%... وقد يؤثر هذا الارتفاع في أسعار مواد البناء في ارتفاع أسعار المنازل والشقق وتكلفة السكن في تونس... لكن محدثنا قلص من خطر وأهمية هذا الارتفاع باعتبار ان هذه الأزمة ظرفية وهي تذكر بالازمة التي حصلت في موسم 2010... وقال السيد شكري ادريس ان دخول مصنعين جديدين للاسمنت في كل من القيروان والمرناقية سيمكن من تفادي مثل هذه الازمات مستقبلا. مشاكل وتأخير من جهة أخرى تحدث السيد شكري ادريس عن المشاكل التي يعاني منها قطاع البناء والمقاولات بعد الثورة حيث تسبب بعض المطالب الاجتماعية المشطة في تعطيل الاشغال... وأشار الى استغرابه من مطالبة بعض العمال ب«الترسيم» في قطاع يتميز بموسميته... وقال ان آجال عدة صفقات كان من المفروض ان تدخل حيز التنفيذ قد عطلت ومنها الطريق السيارة صفاقسقابس التي توقفت أشغالها لستة أشهر.