«عكوكة»...و«مدموجة»..والرخايمية... والرفيسة... والمحلبية... والزريقة والجاوية والجوارش والنكوة وآذن القاضي... والقطايف والهرديمة... والغريبة هي أسماد لحلويات تبقى مع ذلك مألوفة للتونسي الذي كثيرا ما يقبل عليها.. وبحسب المؤرخين فإن التونسيين عرفوا الحلويات منذ قديم الزمان من خلال صنع المربى وتجفيف الغلال... وتطورت بتعاقب الحضارات وخاصة منها العربية الاسلامية حيث تغيرت أسماء الحلويات وبدت مختلفة على مستوى النطق مثل المهليبية التي أصبحت في تونس محلبية فهذه الأخيرة هي نوع من الحلويات تعود نسبتها الى بني مهلب وهم وزراء في الخلافة العباسية نقلوها معهم الى القيروان لتتحول الى المحلبية نسبة الى الحليب باعتبار تعد من الأرز المطبوخ والحليب والسكر وماء الورد. كما تأثر الأغالبة سكان القيروان الأصليين في العهدين الأموي والعباسي بما كان سائدا في دمشق وبغداد فبرزت حلويات المكوكة التي تصنع من الدقيق المقلي في الزيت ومن شراب السكر... وماء الزهر والتمر... وفقا للمؤرخين فإن غرابة اسماء الحلويات التونسية مرتبط أساسا بنطقها... وقد بدت ظاهرة في الحلويات التي نقلها الاندلسيون أثناء هجراتهم المتتالية من غرناطة الى تونس والتي تواصلت من القرن 14 الى القرن 17 ميلاديا... وتعتبر اذن القاضي من أشهر الحلويات الاندلسية التي أصبحت اليوم تونسية لحما ودما رغم اسمها الغريب... وهي تصنع من عجين مكون من الدقيق والماء.. يقطع على شكل شريط طويل يطوى ليأخذ شكل آذن... يتم قليها في الزيت وترش بالجلجلان... أو السمسم... ويرجع البعض أصل نسبة هذه الحلوى بأذن القاضي الى ان حضرة القاضي عادة ما يطلب منه ان تكون له آذان كبيرة ومصغية لسماع الخصوم... ومن هنا جاء وجه الشبه بين كبر حجم أذن القاضي والأذن المقلية... أشهر الانواع ومن أشهر أنواع الحلويات الاندلسية التي أصبحت اليوم أيضا تونسية كعك الورقة التي أدخلتها النساء الاندلسيات الى تونس بطريقة طريفة فعوضا ان تحشى هذه الحلوى باللوز تعمد النساء آنذاك لوضع مصوغاتهن داخلها لتهريبه بعيدا عن أعين الأسبان كما أن حلوى الصمصة التي تصنع من ورق الملسوقة وتحشى بالجلجلان المطحون وتأخذ شكل مثلث تعتبر هي الأخرى من الحلويات الغريبة الاسم التي جلبها الاندلسيون الى تونس خلاف العديد من أنواع الحلويات والاطباق الشهية التي لم تكن معروفة سابقا في بلادنا. وبدخول تونس تحت سلطة الخلافة العثمانية برزت أنواع جديدة من الحلويات مثل البقلاوة وحلوى «بر الترك» التي تشبه كثيرا حلوى الشامية الى جانب حلوي الحلقوم والبسبوسة التي يكثر بيعها عند عتبات زوايا الأولياء الصالحين لغاية اليوم... وهي مشهورة أيضا في مصر لكن التونسية أشهى وألذ ولا تجوز المقارنة بينهما... وتختلف البقلاوة التونسية اليوم عن البقلاوة التركية على مستوى الاعداد وبعض المكونات... منها على سبيل المثال بقلاوة «الكرديان» وهي من النوع الخاص جدا وتصنع من البيض المخفوق بالسكر واللوز... كما أنها معروفة عند عائلات معينة من صنف «بم..بم» فقط.