لم يكن العقيد معمر القذافي يعلم بالتأكيد أن الرجل الذي أفرج عنه ضمن مجموعة من المعتقلين الإسلاميين في العام الماضي سيكون نفسه الذي يقود المقاتلين الثوار لدخول معقله في باب العزيزية، كإعلان على سقوط آخر حصون النظام الذي قمع بالحديد والنار انتفاضةً شعبيةً اندلعت قبل شهور للإطاحة به. فقد كان «عبد الحكيم بلحاج» قائد المجلس العسكري للثوار في طرابلس، والذي ظهر كقائدٍ لعملية تحرير العاصمة الليبية في موقعة باب العزيزية قبل يومين، أميرًا ل «الجماعة الإسلامية المقاتلة»، التي زجَّ نظام القذافي بآلاف من المنتسبين إليها في السجون على مدار سنوات التسعينيات. وتأسست الجماعة الليبية المقاتلة في ليبيا في عقد التسعينيات من القرن الماضي، وهي تنظيم جهادي أسسته عناصر ليبية بعد عودتها من القتال في أفغانستان، وكان يقود الجماعة من آسيا الوسطى «أبو الليث الليبي» أحد أبرز مساعدي «أسامة بن لادن» زعيم «القاعدة» الراحل.