جهزت القوات الخاصة البريطانية عملاءها بملابس تقليدية ليبية وأسلحة مشابهة لأسلحة الثوار وأرسلتهم عبر طرابلس في مهمة محدّدة هي البحث عن العقيد القذافي المتواري عن الأنظار منذ أيام. قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أمس إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يساعد حاليا الليبيين في بحثهم عن العقيد معمر القذافي. واعتبر فوكس أن الأطلسي «يكتفي» بتقديم المعلومات الاستخباراتية ونتائج المراقبة الى المجلس الوطني الانتقالي لمساعدته على تعقب القذافي وغيره من رموز النظام. مهمة بريطانية ولكن صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قالت إن الحلف الأطلسي لا يكتفي في الواقع بهذا الدور المحدود لأنه يشارك وبقوة في العمليات الميدانية للبحث عن القذافي وأولاده. وقد رفض الوزير البريطاني التعليق على تقرير صحيفة «ديلي تلغراف» التي ذهبت الى أبعد من ذلك حين أكدت أنّ الاستخبارات البريطانية هي التي تقود عمليات الأطلسي. وأوضحت الصحيفة أن جنودا من فوج النخبة في القوات الخاصة البريطانية يشرفون على البحث عن القذافي وأبنائه وهم يرتدون أزياء ليبية ومجهزون بأسلحة تشبه أسلحة الثوار. وحسب المصدر ذاته فإن القوات الخاصة البريطانية قامت قبل ذلك بدور في تسليح وتدريب الثوار الليبيين وقيادة عملياتهم. وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية من جهتها أن فرنسيين وبريطانيين ينتشرون منذ عدة أسابيع على الجبهة الشرقية في ليبيا تحت عنوان تقديم الدعم والمساندة للثوار. وقال مسؤول في الحلف الأطلسي أمس الأول لشبكة «سي.آن.آن» الأمريكية إن قوات خاصة أخرى من الأردن ودولة قطر موجودة على الأرض في ليبيا وقد ساعدت قوات المعارضة في عمليات في العاصمة الليبية طرابلس والمدن الأخرى. وحسب صحيفة «ديلي تلغراف»، فإن القوات الخاصة البريطانية تركز عملياتها الحالية على الأرض للبحث عن القذافي وأولاده. وتشارك في عمليات البحث عن العقيد وسائل جوية متطوّرة من طائرات استطلاع وطائرات تجسس تقوم بتمشيط الأجواء الليبية وترصد كل الاتصالات وتراقب كل الطائرات المدنية وكل العربات المتجهة إلى الصحراء. مهمة مستحيلة ولكن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين يقولون إنهم لا يركزون في عمليات البحث عن القذافي على أماكن محدّدة في اعتراف ضمني بأنهم لا يعرفون أي شيء عن المكان الذي قد يوجد به العقيد الليبي. وذهبت مصادر إعلامية الى طرق باب التخمينات معتبرة أن القذافي قد يكون موجودا إما تحت الأرض وتحديدا تحت باب العزيزية أو تحت حديقة حيوانات طرابلس أو في واحات بالصحراء في جنوب ليبيا أو حتى في مركز قيادة سري في مدينة سبها مسقط رأسه ومعقل قبيلته. وتعتقد قوات الحلف الأطلسي أن القذافي والمحيطين به سيرتكبون خطأ ما يقود إلى كشف مكان تواجدهم.