شنت طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأربعاء غارات جوية على مدينتي العزيزية وسرت، في حين سمع دوي انفجارات قوية في العاصمة طرابلس مساء اليوم. في الأثناء قال الثوار الليبيون إنهم يحرزون تقدما خلال قتال شرس يدور في مصراتة شرق طرابلس. وقال التلفزيون الليبي الحكومي إن عدة مواقع في مدينة سرت شرق العاصمة طرابلس تعرضت للقصف خلال ما سماه "العدوان الاستعماري الصليبي". وأشار في خبر عاجل آخر إلى قصف العزيزية جنوبطرابلس. وفي هذه الأثناء، قال حلف شمال الأطلسي اليوم إن طائراته دمرت 16 دبابة ومدفعا مضادا للطائرات وشاحنة صغيرة في عمليات نفذتها في ليبيا أمس الثلاثاء. وجاء في بيان للحلف أن 12 دبابة دمرت في مدينة مصراتة كما دمرت أربع دبابات وشاحنة صغيرة ومدفع مضاد للطائرات جنوبي شرقي مدينة سرت. وذكر الحلف أن طائراته قامت أمس بنحو 160 طلعة جوية، منها ستون مهمة قصف. وأعلن الحلف اليوم أنه نفذ -منذ تسلمه نهاية مارس/آذار الماضي مهمة قيادة العمليات في ليبيا- 2038 طلعة، من بينها 832 مهمة قصف. وأشار الناتو أمس إلى أن طائراته دمرت أربع دبابات قرب الزنتان على بعد 75 كلم إلى الجنوب الغربي من طرابلس، في حين دمرت ضربةٌ أخرى مستودع ذخيرة في سرت شرق العاصمة. تقدم الثوار وفي سياق متصل، قال الثوار الليبيون إن قتالا شرسا دار اليوم في وسط وشرقي مصراتة الواقعة شرق طرابلس، إلا أنهم ذكروا أنهم يحرزون تقدما ضد قوات العقيد معمر القذافي. ونسبت رويترز لمتحدث باسم الثوار قال إن اسمه جمال سالم القول "اليوم يبدو جيدا. المعارضة تحرز تقدما في الاشتباكات ويمكننا رؤية أعمدة من الدخان المتصاعد من عدد من مواقع القوات" الحكومية. وفي وقت سابق قال ناطق باسمهم إن خمسة قتلوا في قصفٍ للمدينة استعملت فيه صواريخ غراد، ونفوا سيطرة الكتائب على ميناء قصر أحمد. وفي مصراتة نفسها لاحظ موفدو الجزيرة في هذه المدينة الساحلية انعداما للأمن ونقصا في المؤن والأدوية وانقطاعا للتيار الكهربائي ودمارا كبيرا خلفته الكتائب الأمنية وراءها. قتلى مدنيون ويتحدث نظام القذافي عن مدنيين يقتلون في غارات الناتو، كما حدث الاثنين في بلدة ككلة جنوبطرابلس حسب ما ذكره أمس التلفزيون الليبي، وهو ما نفاه الحلف. وتحدثت المعارضة من جهتها على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيها علي العيساوي عن عشرة آلاف شخص قتلوا بنيران الكتائب. وقال العيساوي إن هناك ثلاثين ألف جريح في ليبيا، ربعهم مصاب إصابات قد تؤدي إلى الوفاة، إضافة إلى عشرين ألف مفقود يشتبه في أنهم يوجدون في سجون القذافي. نقص خبرة من جهة أخرى، كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الصادرة اليوم أن مقاتلات سلاح الجو الملكي البريطاني الأكثر تقدماً من طراز تايفون غير قادرة على إلقاء القنابل على أهداف في ليبيا، لأن طياريها لم يتدربوا على ذلك بشكل كامل بسبب خفض الإنفاق الدفاعي. وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع البريطانية أعلنت الأسبوع الماضي أن مقاتلات تايفون ستقصف دبابات العقيد القذافي وأهدافا أرضية تابعة لقواته، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن لأن الطيارين اعتُبروا غير مدربين تدريباً جيداً في الهجمات البرية. وأضافت أن أجهزة الليزر الموجهة للقنابل في تلك المقاتلات، التي كلفت 160 مليون جنيه إسترليني (260 مليون دولار)، وفي خطوة محرجة، تركت في صناديق التعبئة لأن سلاح الجو الملكي البريطاني لم يكن قادراً على دفع تكاليف تدريب طياريه على استخدامها.