الأصابع الامريكية لا تبدو بمنأى عن الاضطرابات الدامية التي تهزّ سوريا منذ أشهر... والدور الأمريكي في هذا الاتجاه «يرصده» عديد المراقبين والمتابعين... ويؤكده أيضا أحد المعارضين السوريين في هذا التقرير الخاص ب«الشروق». كشف معارض سوري النقاب عن خطة أمريكية تستهدف اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد من خلال العمل على إثارة «قلاقل» واضطرابات مدمّرة على وقع الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ أشهر تحت شعار الاصلاح. ونقلت مصادر اعلامية مقرّبة من النظام السوري ل«الشروق» عن المعارض الذي رفضت الافصاح عن اسمه أنه أبلغها قبل حوالي 3 أشهر من انفجار الاحتجاجات في سوريا بأن مسؤولين أمريكيين بارزين اجتمعا في جانفي الماضي مع خمسة رموز من المعارضة السورية وعرضا عليهم تقديم «الدعم اللازم» من اجل أخذ القرار بالتحرك في سوريا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد... وذكرت المصادر الاعلامية التي كانت تتحدث ل«الشروق» من مدينة اللاذقية السورية ان هذا المعارض طلب منها ايصال هذه المعلومات الى الجهات الرسمية العليا في سوريا وانه قاده في ذلك حرصه على بلده في مواجهة ما يدبّر له من مكائد غربية تهدف الى ضرب استقراره وزرع الفوضى والخراب به. وحسب ما نقلته المصادر ذاتها عن المعارض السوري فإن هذا اللقاء حضره عن الجانب الامريكي، جيفري فيلتمان، السفير الامريكي السابق بلبنان ودان شافيرو، سفير أمريكا السابق في اسرائيل. كما نقلت عن المعارض قوله أيضا في هذا الصدد ان فريد الغادري هو من كان أحد أبرز رموز المعارضة السورية الذين حضروا هذا الاجتماع. وأكد المعارض ان المسؤولين الامريكيين عرضا على المعارضين السوريين خلال هذا اللقاء خصوصا مساعدتهم على انشاء محطة اذاعة وتلفزيون وتزويدهم بالتجهيزات اللازمة وتوفير شبكة الكترونية وكمية مهمة من أجهزة الأقمار الاصطناعية وضخّ ملايين الدولارات في «حساباتهم» البنكية من أجل تنفيذ هذه «المهمة» على «الوجه الاكمل». وأوضحت المصادر أنه لم تكد تمرّ ثلاثة أشهر عن هذا اللقاء حتى انفجرت الاحتجاجات بشكل لافت للنظر في سوريا حيث ظهر عدد من المحتجين على «مستوى جيّد» من التسلّح الذي أدى الى اغتيال بعض عناصر الأمن والذي أحدث حالة من التخريب والتدمير ضدّ منشآت ومصالح رسمية وأمنية بشكل غير مسبوق. وتبدو «رائحة» التدخل الأمريكي على خط الأزمة السورية في الحقيقة بادية للعيان، برأي كثير من المراقبين خاصة من خلال حملة التحريض التي تقودها واشنطن ب«ضراوة» وتحركاتها المعلنة لدفع الأوضاع بسوريا في اتجاهات أكثر تصعيدا... وتعقيدا... ولاحظ المراقبون بشكل جلي مؤشرات على هذا المخطط في الزيارة الأخيرة التي قام بها السفير الأمريكي في دمشق الى مدينة «حماة» حيث التقى هناك معارضين سوريين بدافع تأجيج الاحتجاجات والنفخ في «كرة النار» محاولا التخفي في ذلك ب«قناع» الديمقراطية والحرية والاصلاح... وإذا كان السفير الأمريكي روبرت فورد قد دافع عن هذه المبادئ خلال زيارته الى حماة فإن حيثيات مثل هذه الزيارة وظروفها بالذات توحي بأن «اليد الأمريكية» ضالعة بأي شكل من الأشكال في تصعيد الأزمة السورية... حتى وإن كان المرء لا يمكن أن يجادل بأي حال من الأحوال في حق الشعب السوري في الاصلاح والديمقراطية والحرية. وكانت زيارة السفير الأمريكي روبرت فورد قد أثارت الكثير من الجدل ولكنها برهنت بشكل ملموس على وجود أياد أمريكية وراء تفجير الوضع بسوريا.