واجه السفير الأمريكي بدمشق روبرت فورد أمس «وابلا» من «الحجارة» و«الطماطم» الذي «انهال» عليه والوفد المرافق له في زيارة قام بها إلى معارض سوري وذلك قبل أن يصرّح لاحقا باستبعاد تكرار السيناريو الليبي في سوريا. قال شاهد عيان ومصادر ديبلوماسية إنّ مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد ألقوا الحجارة والطماطم على السفير الأمريكي روبرت فورد وديبلوماسيين أمريكيين آخرين كانوا يزورون شخصية معارضة في دمشق أمس. وأضاف الشاهد «لحقت أضرار بسيارتين من سيارات السفارة... لايزال الوفد الأمريكي هناك والجمع يحيط بالمبنى». وتابع الشاهد ان الديبلوماسيين كانوا يزورون حسن عبد العظيم وهو سياسي من تيار الوسط يطالب بانهاء حملة القمع الرامية الى إنهاء الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية قبل إجراء أي محادثات مع الأسد. تحذير وإثر هذا «الهجوم» قال السفير الأمريكي إنه إذا لم يغير الرئيس السوري بشار الأسد أساليبه في التعامل مع المتظاهرين فإن مشكلة العنف ستتفاقم مقرّا في الوقت ذاته بوجود محتجين سلّحوا أنفسهم للدفاع عن عائلاتهم. وأضاف فورد «إن هناك اطلاق نار من المحتجين على قوى الأمن.. وهذا صحيح تماما». وتابع «إن الحكومة تقول ذلك ولكن ما لا تقوله الحكومة ان أعمالها القمعية تفجر الكثير من العنف». وأوضح فورد في حديثه لمجلة «تايم» ان أحد الأشياء التي قلناها للمعارضة أنهم ينبغي ألا يظنوا بأننا سنتعامل مع سوريا مثلما تعاملنا مع ليبيا... والأمر الرئيسي الذي على المعارضة أن تفعله هو أن تجد طريقة تكسب بها التأييد ضد النظام لا أن تنظر الى الخارج في محاولتها حلّ المشكلة... فهذه مشكلة سورية وتتطلب حلولا سورية». واعتبر ان الخطوة الأولى نحو التوصل الى حلّ سوري هي تنظيم المعارضة في جبهة موحدة. وأشار فورد الى أن دول الخليج «نفد صبرها» من الأسد مشدّدا على أن دول الخليج سحبت سفراءها. واستبعد فورد أن تتوسط الرياض في صفقة تبقي الأسد في السلطة بعد اضعافه وتلقينه درسا شريطة أن يفسخ تحالفه مع طهران وحزب اللّه. وأضاف «لا أرى أنهم يتوجهون الى إعادة التواصل معه وجرّه بعيدا عن إيران». اشتباكات من جهة أخرى اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش السوري وكتيبة خالد بن الوليد المنشقة في بلدة الرستن. واحتدمت هذه الاشتباكات بعد اصدار ما يسمّى ب«كتيبة آل هرموش» التابعة للجيش السوري الحرّ بيانا مسجلا حول تنفيذها عمليات عسكرية ضدّ عناصر من الأمن في منطقة جبل الزاوية. وفي تطور آخر أعلنت ما تسمّى «الهيئة العامة للثورة السورية» أن آليات عسكرية اقتحمت منطقة البياضة في حمص وسمع دويّ عدّة انفجارات أدت الى سقوط قتيلة وإصابة عديد المدنيين. سياسيا اختتم مجلس الأمن الدولي مساء أول أمس مناقشاته حول سوريا دون أن يتمكن من التوصل الى اتفاق حول مشروع قرار جديد ضدها بعدما أبدت روسيا معارضتها للجهود الأوروبية الهادفة الى تهديد دمشق بعقوبات.