لم يسلم القطاع الصحي بمؤسساته والعاملين فيه من التعرض إلى الاعتداء والنهب والتخريب, والحصيلة كانت ثقيلة جدا وصلت إلى حد إيقاف الخدمات الصحية على أكثر من 70 ألف مواطن بسبيطلة. فمنذ بداية أحداث العنف التي شهدتها مدينة سبيطلة مؤخرا, والتي تم الاعتداء فيها على المستشفى المحلي, فقد تزامن ذلك بالاعتداء على مستشفى فوسانة وقسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالقصرين. والحصيلة, إحداث أضرار جسدية كبيرة بطبيب سبيطلة والممرض الذي يعمل معه, كما تم تخريب كل قسم الاستعجالي وتهشيم كل الآلات به كما تم إتلاف الأدوية وسرقة دواء مخدر, مما انجر عنه توقيف الخدمات العلاجية بكل جهة سبيطلة. وفي فوسانة, فقد تم تحطيم قسم الاستعجالي بكل ما فيه, وتمكن الطاقم الطبي والشبه الطبي من الهرب قبل الاعتداء عليهم. وانجر عن ذلك توقيف الخدمات العلاجية صبيحة يوم الجمعة الماضي, ثم عاد العمل مع إحساس كل العاملين بالخوف من إعادة الاعتداء عليهم مرة أخرى. وفي نفس الليلة, فقد تم الاعتداء على قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالقصرين, وقد القى احد الزائرين قنبلة غاز في قسم الاستعجالي, مما أدى إلى هلع المرضى والطاقم العامل بكل المستشفى، كما كسرت يد ممرض من جراء الاعتداء بالعنف عليه. وقد تدخل الجيش لتطويق الحادث وإعادة الهدوء. ومساء الأحد الفارط , عاد العنف إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى, وقد اعتدى بعض الزائرين على الممرضين والأطباء لفضيا مهددين بإحراق القسم, ولولا وجود الجيش الذي حال دون تطور الأمور لحصل المكروه بتكسير القسم. وصبيحة أول أمس, تمّ الاعتداء على ممرض بمستوصف حي النور بالعنف الشديد, مما أدى إلى توقيف العمل بالمستوصف. استياء كبير داخل مكونات المجتمع المدني والأحزاب التي بادرت بتأكيد تضامنها مع القطاع الصحي, كما بادرت النقابات بإرسال لوائح وبيانات تشجب فيها هذا الاعتداء على القطاع مؤكدة على تتبع الجانين قضائيا.