قُتل عنصر من كتائب القذافي أمس في مناوشات بينها وبين مسلّحي المجلس الانتقالي قرب مدينة «بني وليد» التي ترجح مصادر الثوار تواجد العقيد ونجليه بها، وسط مخاوف من اشتعال مصادمات عنيفة بين ثوار طرابلس الذين رفض قسم منهم مغادرتها. وقال عبد اللّه بوعصارة، أحد قياديي المجلس الانتقالي، إن مسلحا مواليا للقذافي قتل خلال مناوشات مع الثوار جرت بُعيْد منتصف الليل في منطقة «رقبة دينار» على بعد حوالي 17 كيلومترا من بني وليد. وأضاف بوعصارة أن المسلح هاجم مع سبعة آخرين نقطة استطلاع للثوار الذين أصيب واحد منهم. وأشار الى أن جثة القتيل موجودة في مستشفى قريب وقد طلبنا من أسرته الحضور لاستلام الجثة. وحول المفاوضات الجارية لاستسلام المدينة وتسليم المقاتلين لأسلحتهم قال بوعصارة إن المفاوضات متوقّفة وننتظر أوامر للتحرّك من عدمه. وأمهل الموالون للقذافي حتى يوم غد السبت للاستسلام دون قتال. استنفار في بني وليد في هذه الأثناء، أوردت مصادر إعلامية ميدانية من بني وليد أن قيادات «الانتقالي العسكري» دفعت بعناصر جديدة على جبهة القتال لاسيما بعد تلقيها نداء من العقيد معمر القذافي بضرورة مواصلة القتال ضدّ الثوار. ونقلت عن مراسلين ميدانيين أن قافلة من الشاحنات الصغيرة التابعة للانتقالي تتجه الى «بني وليد» وتقلّ عشرات المقاتلين الذين يحملون «قاذفات» صاروخية «أر بي جي». وعلّق عبد اللّه كنشيل على تعثر المفاوضات قائلا «إنّ هناك تقارير شبه مؤكدة حول وجود القذافي أو نجليه في بلدة «بني وليد» وهو الأمر الذي يفسّر مقاومتها. وأضاف أن التقارير تشير الى تواجد المتحدث باسم الحكومة موسى إبراهيم في البلدة والى تنقله بين ثلاثة منازل متخفيا. ومن جهته، قال رئيس لجنة الدعم والإمداد في «الانتقالي» عبد اللّه الحكيم إن بني وليد تمثل موقعا استراتيجيا في المنطقة الغربية والجنوبية ومفتاح دخول «سبها» و«سرت». كما نشبت معارك جديدة بين الثوار الليبيين والكتائب على بعد 60 كيلومترا من مدينة سرت بعد محاولة الانتقالي التقدم تجاه الوادي الأحمر أبرز خط دفاعي للقوات الموالية للقذافي. وأكدت مصادر إعلامية في وقت لاحق سيطرة الثوار على «الوادي الأحمر». رفض لأوامر الانتقالي وفي سياق متصل بالشأن القتالي للثوار، أبدت كتيبة «الزنتان» رفضها تسليم سلاحها والانسحاب من مرافق حيوية تسيطر عليها ومغادرة طرابلس الى حين استتباب الأمن بها. وقال أحد عناصر الكتيبة «نحن الآن نسيطر على نصف العاصمة وعلى عدة منشآت حيوية بينها المطار الدولي والمصرف المركزي وشركة الكهرباء». وأردف «لن نسلم أسلحتنا ولن نعود الى ملابسنا المدنية، بناء على دعوة الانتقالي، حتى تصبح طرابلس آمنة بالكامل. وأشار الى أن طرابلس تحرّرت على أيدي ثوار مصراتة والزنتان وإذا انسحب منها هؤلاء فمن يضمن عدم وقوع المدينة مجددا في يد الكتائب. وتثير مثل هذه السلوكيات المخاوف من اندلاع صراع حقيقي دام بين الثوار.