تحولت الدوحة إلى عاصمة عالمية لحركات الاسلام السياسي بعد تصاعد مسعاها لقيادة الثورات العربية أو الاستيلاء عليها... وتستعد قطر لاستضافة «سفارة» طالبان الأفغانية ومقر «حماس الفلسطينية». توضحت ملامح السياسة القطرية في دعم الحركات الإسلامية المتطرفة اثر أنباء عن السماح لحركة طالبان المتشددة بفتح مكتب لها في العاصمة الدوحة، بعد أيام من اكتشاف وثائق تشير إلى تورط قطري بدعم مجموعة من الإسلاميين المتطرفين لاغتيال سيف الإسلام القذافي خلال إحدى زياراته السابقة إلى العاصمة البريطانية لندن. سفارة طالبان وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها الصادر أمس، أن الولاياتالمتحدة صادقت على خطط تسمح لحركة طالبان الأفغانية بافتتاح مقر سياسي لها في قطر قبل نهاية العام الحالي، ليكون الاول من نوعه بعد سقوط الحركة في أفغانستان عام 2001 ولم تشر الصحيفة في تقريرها عن الأسباب التي دفعت طالبان لاختيار الدوحة مقرا جديدا لها، وعما إذا كانت الدوحة تسعى إلى إعادة تأهيل الحركات الإسلامية المتطرفة وتحولت قطر إلى «عاصمة» عالمية لحركات الإسلام السياسي وهو المشروع الذي وصل إلى ذروته في دعم قطر لهذه الحركات في مسعاها «للاستيلاء» على حركة الشباب في المنطقة والتي صارت تسمى «الربيع العربي» وأشارت الصحيفة إلى أن سفارة «إمارة أفغانستان الإسلامية» ستُفتح في قطر قبل نهاية العام الحالي بأمل أن تساعد في تسهيل محادثات سلام يمكن أن تؤدي إلى هدنة مع طالبان، بعد أن حظيت على دعم زعيم الحركة الملا عمر. مقر «حماس» من جهة اخرى ذكرت تقارير صحافية أن حركة «حماس» تدرس بجدية مسألة انتقال قيادتها من دمشق إلى دول خليجية عرضت استضافتها, بعد أنباء سابقة – تم نفيها - عن اعتزام الحركة نقل مقرها إلى القاهرة، بسبب «المأزق» الناجم عن استمرار حركة الاحتجاجات الشعبية في سوريا المطالبة بالإطاحة بنظام بشار الأسد وأفادت «الجريدة» الكويتية أمس نقلاً عن مصادر عربية مطلعة - لم تسمها - أن «حماس» التي سارعت إلى المصالحة مع «فتح» عقب اندلاع احتجاجات السوريين، ترى نفسها في مأزق يوجب عليها اتخاذ قرار بمغادرة سوريا، لعدم قدرتها على التلاؤم مع متطلبات النظام السوري واعتراضاته على تعاطفها مع التحركات الشعبية التي يشكل «الإخوان المسلمون» طرفًا أساسيًّا فيها ولم يتم الكشف عن اسم البلد الخليجي الذي عرض استضافة «حماس»، لكنه من المرجح أن تكون قطر التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع قادة الحركة