هل كان من الضروري تأخير الجلسة لآخر أجل حددته سلطة الإشراف وفتح باب الترشحات للمرة الثالثة تماشيا مع القانون الداخلي والمرسوم الصادر عن وزارة الرياضة؟ الجواب طبعا بنعم.. لأن من قواعد الديمقراطية الالتزام بالقانون حتى نرتقي بالشأن الإداري في أنديتنا من حالة الفوضى والتجاوزات إلى واجب انضباط الجميع أمام القانون. ما عاشه المشهد الرياضي في القيروان خلال الأيام الأخيرة هو في الحقيقة عصارة تكتيك لهيئة رفضت أن تكون نهايتها دراماتيكية ورفضت أن تخرج من الباب الصغير.. صمدت أمام ديڤاج وعرفت كيف تمتص غضب معارضيها... وقد خرج رئيس الجمعية الدكتور فاتح العلويني أكبر مستفيد من الجلسة العامة العادية بعد أن تضاءلت حدة الانتقادات الموجهة إليه.. هذه الجلسة كانت بالنسبة للعارفين بخفايا الأمور في كواليس الشبيبة آخر ورقة للعلويني لأخذ آخر قرار بخصوص تقديم ترشحه لفترة نيابية جديدة... وقد كانت الطبخة جاهزة تنظيميا وأداء للتصدي بحنكة وذكاء وبرودة دم لبعض التدخلات التي حملت عديد الانتقادات والاتهامات لرئيس الشبيبة مما فرض هدنة قصيرة بين العلويني ومنتقديه. العلويني... منافس! لقد أكدنا في أكثر من مراسلة سابقة أن الرئاسة سوف لن تفلت من الدكتور فاتح العلويني، وأن الرجل سيكون في طريق مفتوح لقيادة الشبيبة من جديد... وذكرنا أن مسألة إصراره على الانسحاب مجرد كلام.. وقلنا إن سبب تردده في تقديم ترشحه خشيته من جبهة المعارضة التي تريد منذ الموسم الفارط سحب البساط من تحت أقدامه وإبعاده عن الكرسي نظرا لاستفراده بالرأي وبعض أخطائه الاستراتيجية في تسيير دواليب الجمعية لكن تكتيك العلويني ومن حوله كان ناجحا إلى حد الآن بما أنه اليوم هو المترشح الوحيد وبدون منافس للوصول إلى العرش كما قال... فاتح ختم كلامه في الجلسة العادية مساء السبت الفارط بقوله سأسعى وبالفعل فقد سعى العلويني إلى تحديد قائمة واختيار أسماء الأعضاء الذين يساندونه في مشروعه وهم من الوجوه الرياضية المعروفة بخبرتها وحنكتها في التسيير في الشبيبة... لكن تقديم العلويني لترشحه وحده لرئاسة الجمعية أمس الثلاثاء (13 سبتمبر 2011) وهو آخر أجل حددته اللجنة المستقلة للانتخابات لتقديم الترشحات قبل الجلسة العامة الانتخابية غدا الخميس 15 سبتمبر 2011 سيحرم أحباء وأنصار الشبيبة من اختيار رئيسهم حيث يكفي أن يكتمل النصاب ليكون فاتح العلويني رئيسا ل«جي آس كا» بعدد أصوات الحاضرين. قائمة بدرة تقصي نفسها! وقد كان في الحسبان أن يقدم السيد رضا بدرة ترشحه لرئاسة الشبيبة على رأس قائمة ضمت عديد الأسماء التي تملك تجربة ثرية في الميدان الرياضي وكذلك بعض الشبان الغيورين الذين يجمعون بين الديناميكية والطموح حيث وجد الرجل تجاوبا كبيرا من أحباء الشبيبة مما شجعه على القيام بعديد التحركات وقد استقبله الأب الروحي السيد عزيز ميلاد أول أمس في مكتبه وبارك فيهه حبه خدمة الجمعية وشجعه على تقديم ترشحه ووعده بالدعم المادي والمعنوي لكن حال عودته إلى القيروان فوجئ رضا بدرة بانسلاخ بعض الأسماء عن قائمته حيث طلب البعض إعفاءه من هذه المسؤولية في حين اختارت أسماء أخرى وضع هاتفها الجوال خارج الخدمة. بدرة قام بعديد الاتصالات وحاول إعادة الأمور إلى نصابها ولملمة هذا الانشقاق وهذا التصدع الذي ضرب قائمته، وقد اتصل الرجل ب«الشروق» وهو في حالة من الإحباط واليأس ليؤكد قرار تراجعه عن تقديم ترشحه لرئاسة الشبيبة. ود مع النادي الإماراتي أنهت الشبيبة أول أمس (الاثنين) تربصها المغلق بحمام بورقيبة حيث انهزمت في الحوار في الودييين أمام النجم الرياضي الساحلي (20) و(31) وسيتحول الفريق اليوم الأربعاء إلى جوهرة الساحل سوسة لخوض اللقاء الودي الرابع من بداية التحضيرات ضد فريق النادي الإماراتي الذي يتربص في سوسة ويشرف عليه المدرب التونسي غازي الغرايري قبل تحديد القائمة النهائية.