تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    نيويورك: الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لغزة    تونس: الإحتفاظ بعنصر تكفيري مفتّش عنه    علم تونس لن يرفع في الأولمبياد    جبل الجلود تلميذ يعتدي على أستاذته بواسطة كرسي.    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الفيلم السّوداني المتوّج عالميا 'وداعًا جوليا' في القاعات التّونسية    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    دعما لمجهودات تلاميذ البكالوريا.. وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية جهوية    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    عاجل: وفاة معتمد القصرين    انطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الشغل وتدشين دار الاتحاد في حلتها الجديدة    بنزرت: وفاة امرأة في حادث اصطدام بين 3 سيارات    اليوم: طقس بحرارة ربيعية    تونس: 8 قتلى و472 مصاب في حوادث مختلفة    البطولة العربية السادسة لكرة اليد للاواسط : المغرب يتوج باللقب    الهيئة العامة للشغل: جرد شركات المناولة متواصل    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    جولة استكشافية لتلاميذ الاقسام النهائية للمدارس الابتدائية لجبال العترة بتلابت    نتائج صادمة.. امنعوا أطفالكم عن الهواتف قبل 13 عاماً    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    اتفاق لتصدير 150 ألف طن من الاسمدة الى بنغلاديش سنة 2024    الليلة في أبطال أوروبا... هل يُسقط مبابي «الجدار الأصفر»؟    الكرة الطائرة : احتفالية بين المولودية وال»سي. آس. آس»    «سيكام» تستثمر 17,150 مليون دينار لحماية البيئة    أخبار المال والأعمال    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    لبنان: 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من السلطات    موظفون طردتهم "غوغل": الفصل كان بسبب الاحتجاج على عقد مع حكومة الكيان الصهيوني غير قانوني    غدا الأربعاء انطلاقة مهرجان سيكا الجاز    قرعة كأس تونس للموسم الرياضي 2023-2024    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    تعزيز أسطول النقل السياحي وإجراءات جديدة أبرز محاور جلسة عمل وزارية    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    ناجي جلّول: "أنوي الترشّح للانتخابات الرئاسية.. وهذه أولى قراراتي في حال الفوز"    الاستثمارات المصرح بها : زيادة ب 14,9 بالمائة    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    أمير لوصيف يُدير كلاسيكو الترجي والنادي الصفاقسي    إصطدام 3 سيارات على مستوى قنطرة المعاريف من معتمدية جندوبة    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    ربع نهائي بطولة مدريد : من هي منافسة وزيرة السعادة ...متى و أين؟    التوقعات الجوية اليوم الثلاثاء..أمطار منتظرة..    فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    زيادة في أسعار هذه الادوية تصل إلى 2000 ملّيم..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سليم الرياحي ل «الشروق»: «النهضة» خصمنا وسنهزمها: لا بدّ من استفتاء أو اتفاق وطني جامع قبل الانتخابات لمنع عودة الدكتاتورية
نشر في الشروق يوم 14 - 09 - 2011

صعد إسمه بسرعة البرق على سطح المشهدين السياسي والإعلامي. إنّه سليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر:كيف يردّ على ما يروّج عن شخصه وحزبه؟ وما مواقفه من جملة القضايا الوطنيّة؟ «الشروق» حاورته.
أكثر ما يُميّز رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر هو ثقته بنفسه وبقدراته وعزمه على إنجاح «مشروعه» السياسي والحزبي، يقول إنه لن يتأخّر وسيُواصل رهانه على تدعيم «الاتحاد» بكلّ الوسائل والإمكانيات المشروعة والمتاحة وفق تصوّرات تتّجه أساسا إلى استقطاب الشباب والتموقع الثابت على خارطة المشهد السياسي الوطني.
إلى ذلك أكّد سليم الرياحي أنّه إنسان شفّاف ونزيه وهو لا يعير اعتبارا لما يروّجه البعض من باب النميمة السياسية والحسد على ما لقيه حزبه من انتشار ونجاح.
ليس لكم ماض سياسي معروف ، وفجأة ملأتُم الساحة السياسيّة والإعلاميّة وأصبحتم حديث القاصي والداني؟
الدخول إلى العمل السياسي حق لكلّ مواطن ولا يُمكنه أن يكون حكرا على أحد بعينه، وأنا لي رغبة وقوّة عطاء وتطلّع وأرى أنّ المرحلة مواتية لخدمة الشأن الوطني عبر حزب سياسي ، ومن واجبي أن أضع إمكانياتي وخبرتي وعلاقاتي في الداخل والخارج لأساعد وطني في مثل هذه المرحلة التاريخيّة الهامّة.
ثمّ أنا مولود في عائلة سياسيّة فوالدي مناضل وجدي كذلك ، وقد عاشت عائلتي مرحلة من الكبت السياسي وحدث علينا ضغط وبقي والدي 30 سنة في المنفى كان معارضا لنظامي بورقيبة وبن علي إذ هو الأمين العام لحركة الوحدويين الأحرار وقد سعى النظام إلى إغتياله وهو بالخارج 3 مرّات، وحاليا هو في تونس بفضل الثورة واختار أن يترك المجال للشباب لكنّه مستعد دوما لتقديم الاستشارة.
أنا شاب مقتنع ورأيت أنّ الشباب في الدوائر الحكوميّة ومواقع القرار الوطني كان مغيّبا، واليوم هو عصر الشباب الّذي صنع هذه الثورة ويجب أن يكون هو في القيادة والتسيير، صحيح نحن نحترم أصحاب الخبرة والكفاءة ولكن تونس في مرحلة بناء جديدة ولا بدّ لها من نفس جديد يكون في أوّل قاطرته الشباب أوّلا وأخيرا.
هناك كلام كثير عن مصادر «مشبوهة» لتمويل أنشطة وفعاليات وتحركات حزب الاتحاد الوطني الحر..من أين أتت وضخّت كلّ هذه الأموال؟
ملفنا المالي جاهز وبه حديث عن مصادر التمويل ونحن لا نخشى شيئا على الإطلاق ، وأنا شخصيّا مستعدّ لفتح حساباتي البنكيّة كاملة لتنكشف مصادر تمويلي أمام الرأي العام ولكن أنا دائما أشترط أن يتم ذلك بتحقيق العدالة والمساواة بين كلّ الأحزاب في الكشف في آن واحد عن مصادرها الماليّة ، وأنا أُطالب بذلك وأراه ضروريّا لكي تتوضّح الصورة وأنا على يقين من أنّه في حال التزم الجميع بنشر حساباته وتمويلاته فإنّ سليم الرياحي ومن ثمّ حزب الاتحاد الوطني الحر سيكون أنظف وأنزه حزب على الإطلاق لأنّنا لا نُخفي شيئا.
الحزب حاليا يموّل من أموالي الخاصة وفي المرحلة اللاحقة سيتمّ تمويله عبر المنخرطين، لقد خصّصت مبلغا ماليّا مُحترما لانطلاق عمل الحزب وتركيز هياكله، أنا قمت بدوري كمؤسّس لهذا الحزب وبعد ذلك على المناضلين أن يعملوا ويموّلوا حزبهم.
أمّا عن أموالي فهي من أعمالي مع عدد من الشركاء من دبي وبريطانيا وليبيا في مجالات مشاريع الإعمار والبنية التحتيّة وشركات النفط ، وليس لديّ ما أُخفيه.
يُعاب عليكم تركيزكم على «قوّة المال» وانتداب مستشارين من لبنان وفرنسا لتسيير جزء من شؤون الحزب والتعويل على المساعدات الاجتماعيّة لجلب تعاطف الناس مع حزبكم؟
أبدا هذا غير صحيح، بالنسبة للمساعدات هذا أمر خاص بي وكنت مُلزما به منذ سنوات فارطة والمواطنون في عدّة مدن وقرى يعرفون ذلك ، كيف اليوم لمّا أسّستُ حزبا سياسيّا أتخلّى عن ما كنت مُتعهّدا به ؟.
الناس يعرفون كلّ شيء بقي أنّ «الخصوم» (سامحهم الله) استخدموا هذا «العمل الخيري» لأنّني أصبحتُ معروفا على الساحة الوطنيّة وأصبحت بعض الأطراف لا تُخفي قلقها وانزعاجها منّي ومن حزبي.
وما أؤكّده لكم ولقراء «الشروق» الغرّاء أنّ سرعة نجاحنا هي دليل على فشل الآخرين ودليل كذلك على أنّ الشعب يتغيّر معنا ويُريد القطع مع الماضي بكلّ وجوهه وسلوكاته ، لذلك فهم يُقبلون على الانخراط ومساندة الاتحاد الوطني الحر لأنّه الأقرب إلى تطلّعاتهم ورغباتهم في التغيّر والتخلّص من إرث الماضي السيّئ.
أمّا الخبرة والاستشارة فهي مطلوبة لأنّ عالم السياسة تغيّر ولا بدّ من استحداث طرائق جديدة في التعريف بالأحزاب والسعي لاستقطاب المناضلين والمناصرين.
تقولون إنّكم نجحتم في كسب تعاطف العديد من المواطنين..البعض يرى أنّ الكثير من الوافدين على حزب الاتحاد الوطني الحر من المنبهرين ب«قوّته المالية والإشهاريّة»..ألا تتخوّفون من الانتهازيين؟
قدّمنا 32 قائمة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي (تخلّفنا فقط عن قائمة إيطاليا) وهذا دليل على نجاعة عملنا ، اليوم لنا 50 ألف منخرط ولنا تواجد في 150 معتمديّة وهدفنا أن نُغطّي كلّ معتمديات الجمهورية مع موفى شهر سبتمبر الجاري.
كما أريد الإضافة أنّ توفير وسيلة نقل لكلّ مكتب جهوي هو أمر معقول وليس من مظاهر قوّة المال أو الرشوة السياسية كما يراها البعض ، كيف يكون لرئيس الحزب إمكانيات ويحرم منها مناضلي الحزب ولا يُساعد على تمويلهم؟ ، والحزب اليوم يستقطب الشباب المتحمّس والّذي يطلب التغيير الحقيقي والجذري وكلّ شاب لمّا يقرّر أن ينجح فإنّه سيجد الأبواب مفتوحة أمامه وسيُمكنه بالمثابرة أن يصل إلى ما يرنو إليه.
نعم الانتهازيون موجودون في المجتمع وهذا أمر طبيعي ومألوف فما بالك في الشأن السياسي حيث الكثير من المطامح والأهواء ، ولكن نحن جادّون في التمييز بين الانتهازي والمناضل الصادق لينال كلّ حقّه ، ولا أخفيك سرّا أنّنا في الاتحاد الوطني الحر كشفنا بعض الأسماء من الانتهازيين ووقع استبعادُهم ، أنا حريص على أن يبقى الحزب نظيفا خال من أمثال هؤلاء واليوم كلّ من في الحزب هو من المناضلين ومن المتطوّعين باستثناء العدد القليل المتفرّغ للشؤون الإداريّة للحزب فهؤلاء وقع انتدابهم من بين الكفاءات وخريجي الجامعات ولقد ساهم حزبنا من ثمّ في توفير عدد من مواطن الشغل من بين العاطلين عن العمل.
وعملية الانضمام للحزب مفتوحة لمن يرغب ولكلّ من هو مقتنع بالحزب وأهدافه، كما أنّ هناك أشخاصا نتّصل بهم نحن ونسعى لاستقطابهم وإقناعهم بالدخول في الحزب.
لقد تعمّدت عدّة أطراف تغييب الشباب بعد الثورة، وحزبنا سيكون منبرا لهؤلاء الشباب على إختلاف إيديولوجياتهم لكي يسمعوا أصواتهم ويتصدّوا لسارقي الثورة. أنظر الى قائماتنا الانتخابية تجد أن عنصر الشباب فيها هو الطاغي حيث أن معدل الأعمار هو حوالي 37 سنة.
ذكرتم أنّ بعض الأحزاب منزعجة منكم ومن صعودكم على الساحة..من تقصدون؟
هناك قلق كبير من العديد من الأحزاب وخاصة من حركة النهضة التي نعتبرها خصما صحيحا ، كما هناك الأحزاب الّتي أقول أنّها «أحزاب الهزيمة» وهي أحزاب ما قبل 14 جانفي –ويعرفها الجميع- التي كانت تتعايش مع نظام بن علي وتعتبر نفسها أنّها الوريثة الشرعيّة لنظام حكمه كما أنّها ترى أنّ السلطة كعكة للتقاسم والمحاصصة لها وبينها لوحدها.
هذه أحزاب تبحث عن السلطة وعن الكراسي بكلّ الأساليب والوسائل وينظرون إلى المسؤوليات القياديّة وكأنّها «حق» للشيوخ دون غيرهم من الشباب أو الفئات ، من أمثال مصطفى بن جعفر (وآخرون) الّذي يعتقدُ أنّ الوقت حان للجلوس على كرسي الرئاسة وأنّ الفرصة فرصته هو دون غيره ، هؤلاء جميعا يخافون من هروب كرسي الرئاسة منهم.
لكنّكم أنتم كذلك تبحثون عن السلطة...وإلاّ لماذا تفعلون كلّ هذا الحراك المالي والسياسي والإعلامي؟
السلطة ليست هدفنا المركزي، لكن يبقى الوصول إليها مطمحا مشروعا لأيّ حزب ، ونحن نراهن على قبول الناس لنا وعلى صناديق الاقتراع لتحقيق أهدافنا دون اعتماد طرق أو أساليب أخرى.
ولكنّكم تتحرّكون دون برامج واضحة ودون طرح مرجعيات وطروحات وبدائل حتّى أنّ البعض يتحدّث عن ظاهرة إعلاميّة وإشهاريّة إسمها حزب الاتحاد الوطني الحر وتمّ تلخيصها في العبارة الشهيرة «توّه»؟
لقد بدأت في إعداد البرنامج الاقتصادي والاجتماعي قبل أن أتحصّل على تأشيرة العمل القانوني للحزب، وهذا ما يدلّ على أنّ لنا أفكارا وبرامج ، لقد خصّصنا جزءا من جهدنا للتعريف بالحزب وقريبا سيتمّ الإعلان عن كامل برنامجنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلال ندوة صحفيّة ، وهو برنامج قام بإعداده خبراء من تونس من أبرز ما هو موجود على الساحة في مختلف تلك الميادين والقطاعات.
أمّا عن المرجعيّة، فنحن لا نؤمن بالإيديولوجيّات المُحنّطة الّتي أتعبتنا كثيرا في الصراعات والتجاذبات والنزاعات الجانبيّة ، الاتحاد الوطني الحر حزب سياسي برغماتي وواقعي يمثّل مختلف فئات الشعب التونسي ويحاول أن يجد حلولا لها جميعا وأفكاره وسطيّة ومعتدلة منطلقة من الواقع التونسي.
نحن حزب وسطي مبني على الفكر الإصلاحي التونسي ، وبالنسبة إليّ فإنّ أمر الهويّة محسوم منذ البداية، فأنا فخور جدّا بهويتي التونسية ذات المرجعية العربية الإسلامية المعتدلة والمتسامحة. وأرفض كلّ مشروع مجتمعي يرنو إلى تغريب التونسي عن هويته سواء بالزجّ به في متاهات الماضي أو بدفعه دفعا لإستهلاك هويّة مستوردة من وراء الصحاري والبحار.
لكن ما هو طرحكم الاقتصادي مثلا، هل أنتم ليبراليون أم اشتراكيّون أم ماذا ؟
نحن ندعو إلى ليبراليّة إجتماعيّة يكون فيها للدولة التزام أمام الفئات الضعيفة وخاصة في مجال القطاعات الأساسيّة ومنها مجانية التعليم والحق في الصحّة وفي ظروف العيش الكريم، هذا مع التطلّع إلى إقتصاد تشاركي بين الدولة والقطاع الخاص ممّا سيُشجّع على الاستثمار والمبادرة وخلق مواطن الشغل ويحقّق الأهداف التنمويّة المأمولة.
الليبراليّة الاجتماعية لم آت بها من الخارج ، صحيح هناك في بريطانيا حزب العمّال الّذي به نوع من هذه الليبراليّة، ولكن قمنا باستنتاج هذه الرؤية وهذه المرجعية الاقتصاديّة من واقعنا التونسي.
يُقال الكثير عن علاقاتكم بالخارج وخاصة بريطانيا وأبناء العقيد القذافي..
أنا لي علاقات واسعة مع العديدين بحكم أعمالي في الخارج وكذلك مؤسسو الحزب لهم علاقاتهم، ونحن سنستثمر هذه العلاقات لخدمة الأهداف الوطنيّة.
حزب الاتحاد الوطني الحر يتمتّع بعلاقات جيّدة جدّا مع رجال أعمال من الخليج وليبيا وبريطانيا في العديد من القطاعات والميادين وهم سيُساعدوننا في استقرار الأوضاع في بلادنا عبر المشاريع المشتركة وذات الجدوى.
ليس لنا اختيار في العلاقات لنا تواصل مع أحزاب فرنسيّة وأوروبيّة وبريطانيّة ولا نرفض أيّ علاقة ما دامت هي في صالح بلادنا وشعبنا.
وبالنسبة لما يُقال حول علاقتي بأبناء العقيد القذافي ، ففي كلمة واحدة فإنّ الأيام القادمة ستؤكّد أنّه لا علاقة لي مع هذه العائلة بل على العكس فقد حصلت لي أضرار بسببهم.
محليّا، هل لكم علاقات مع أحزاب معيّنة ؟ وماذا عن ما يروج حول ارتباطكم بالتجمّع المنحل؟
أبدا، نحن نعمل لوحدنا حاليّا وليست لنا أيّة صلة لا بالتجمّع المنحل ولا بالأحزاب الدستوريّة ، ولكنّنا لا نرفض التعاون والتنسيق مع من يضع مصلحة تونس فوق كلّ اعتبار والتي تُشاطرنا نفس الرؤية والتصورات السياسيّة وطرق وأساليب تنفيذ أجندة الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
تعتبرون النهضة خصمكم الأوّل وليست لكم الثقة في بقية الأحزاب بل وكأنّكم تتّهمونها بالسعي لافتكاك السلطة ؟
نعم، النهضة أكثر من خصم نحن نعتبرها المنافس الأوّل لنا في الانتخابات المقبلة وفي الساحة السياسيّة أيضا وسنهزمها بعون الله ، كما أنّنا نرى هذه الحركة خطرا إذا لم تتخلّ عن ازدواجية التعامل والخطاب ونحن نرفض حاليا التواصل معها حول أيّ شأن من الشؤون، عليها أن تتخذ منهجا واحدا وفي اعتقادي هذه الحركة عليها أن تتغيّر على مستوى الوجوه والأفكار لأنّنا نعتقد أنّها لا تمثّل الشعب التونسي أو «الإسلام التونسي» هذا قاسم مشترك لا يجب احتكاره من حزب دون آخر.
وفي العموم أنا لا أرى فرقا بين كل تلك الأحزاب (ال»ما قبل 14 جانفي) فليس هناك شيئا اسمه الأقدميّة النضاليّة ، ماذا جلبت نضالية تلك الأحزاب للشعب التونسي؟، جلبت الهزيمة والتعايش مع دكتاتوريّة لأكثر من 20 سنة، لا غير، ثمّ ليست تلك الأحزاب من صنعت الثورة. فالثورة جاء بها الشباب، كما أنّ تونس ليست ملكا لهم وليسوا هم ورثة لأيّ كان.
لاحظ ،أنا قدّمت فكرة ووجدت أناسا معي وهذا دليل على نجاحنا وعلى أنّ الشعب التونسي يريد التغيير والقطع الفعلي مع الماضي، وهذا ليس قوّة منّا فحسب بل ضعفا في تلك الأحزاب.
نحن حاليا نعمل لوحدنا لأنّه ليس لنا ثقة في بقية الأحزاب التي تتعامل خفية مع حركة النهضة وتتفاوض معها لكسب الوصول إلى السلطة والكرسي الرئاسي، وسنبقى هكذا دون علاقات إلى أن نجد الأحزاب التي تتعامل بطريقة شفّافة ونزيهة وتتخلّى عن منطق الكواليس والمؤامرات.
وفي تقديرنا إذا استطاعت النهضة أن تحصل على أغلبية الأصوات في المجلس التأسيسي عندها السلام على الديمقراطية. ستغرق تونس من جديد في مستنقع الحزب الواحد الذي سيحتكر جميع السلطات التشريعية والتنفيذية ويعين رئيس البلاد ويتحكم بمستقبل البلاد على مدى عشرات السنين المقبلة.
وما هو مقترحكم لكي لا تعود البلاد إلى منطق الحزب الواحد؟
لمواجهة خطر العودة الى منطق الحزب الواحد هناك حل واحد هو إجراء استفتاء يحد من صلاحيات المجلس التأسيسي المطلقة كما يحد من مدته الزمنية. في الدستور مبادئ مقدسة يجب أن لا يمس بها تحت أي غطاء وهي أن تونس جمهورية ديمقراطية عربية دينها الإسلام تؤمن بالحريات ومنها حرية المعتقد والتعبير وحقوق المرأة والمساواة بين المواطنين والجهات. وحده الاستفتاء او اتفاق وطني جامع قبل الانتخابات يضمن عدم المس بهذه المبادئ الدستورية.
ولكنّ مهما حصل هناك ثابتة وحيدة هي أن الاتحاد الوطني الحر سيحارب ديكتاتورية الحزب الواحد بالأساليب الديمقراطية ويدعو كافة الناخبين الى اليقظة وخاصة ان هناك 52% منهم لم يحددوا خياراتهم الانتخابية بعد وبالتالي ما زال المجال الأول كبيراً أمامنا لقطع الطريق على كل من يرغب في احتكار الأغلبية في المجلس التأسيسي واحتكار البلاد للخمسين سنة الآتية. إنّ استمرار الاتحاد الوطني الحر في وتيرة صعوده الأخيرة هو الضمانة لمنع احتكار حزب واحد مستقبل الشعب التونسي.
الإشهار السياسي ملف أحرجكم كثيرا ، ويرى عديدون أنّ هيئة الانتخابات سحبت لكم أهمّ أدوات عملكم في التعريف بحزبكم وأهدافه؟
الحديث عن الاشهار السياسي لم يكن دارجا في العهد السابق لأنّه كان هناك حزب وحيد مهيمن على كلّ شيء ولكن اليوم في ظل التعدديّة والتنافس طُرح هذا الموضوع لغايات عديدة منها محاصرة حزبنا والتضييق عليه ،لقد سبقنا آخرون إلى الإشهار السياسي لماذا لم يقع التحجير عليهم والتضييق عليهم؟؟؟، نحن بدأنا حملة بصفة متأخرّة عن الجميع (6 أوت).
المسألة عندنا واضحة لمّا عُرف الاتحاد الوطني الحر وأصبح حزبا مزعجا لأحزاب أخرى كانت ترغبُ في الهيمنة على المشهد السياسي تمّت إثارة الموضوع واستنفار مختلف الوسائل وانتقاد الاشهار السياسي، نحن تحدّثنا عن الشباب وعن تطلّعات الناس والمواطنين بعد الثورة والمآلات الممكنة للثورة وسعينا للتعريف بحزبنا.
الهيئة المستقلة للانتخابات فصّلت قانون منع الإشهار على مقاسنا ، وهو إجراء غير قانوني بالمرّة ولا يستند إلى أيّ شرعيّة ونحن نرفضه جملة وتفصيلا وقمنا برفع دعوى قضائيّة ضدّ الهيئة، لماذا يمنعون الإشهار السياسي الآن وهم يقولون بأنّ الحملة الانتخابيّة تبدأ يوم 2 أكتوبر ، نحن لنا التزامات مع مؤسّسات وشركات.
وأنا أتّهم هيئة الانتخابات بأنّها أقرّت إجراء منع الإشهار السياسي لخدمة أحزاب أخرى وخاصة حركة النهضة لأنه الحزب الوحيد الذي لا يستخدم الاشهار هو النهضة واليوم هو يلقى دعم ومؤازرة الهيئة.
وكيف ستتصرّفون إذن حيال هذا الموضوع؟
نحن اليوم في حيرة ، القانونيون يقولون لنا إنّه لا وجود لأيّ سند قانوني ونحن لا نريد أن نظهر بمظهر الخارج عن القانون ، نحن بصدد الاستشارة مع خبرائنا لاتخاذ الموقف المناسب.
لكن الإشهار السياسي يوقع عدم تكافؤ وتوازن بين الأحزاب القويّة والأحزاب الضعيفة ماديّا؟
المواطن التونسي أذكى من أن يتأثّر أو يُغيّر رأيه بمجرّد إعلان إشهاري، التونسيون أذكياء ولا يُمكن التلاعب بهم أو خداعهم بمجرّد تلك الإعلانات.
ما رأيك في التقديرات التي تقول بأنّ حركة النهضة ستضمنُ أكثرية المقاعد في المجلس التأسيسي وخاصة أنّ استطلاع الرأي الذي قام به حزبكم يؤكد حصولها على 120 مقعداً ؟ وما هي تطلعاتكم الانتخابيّة في مثل هذه الوضعيات أو التقديرات؟
بلادنا بحاجة الى أناس لديهم الشجاعة السياسية لقول الحقائق ولطي صفحة الديكتاتورية. عندما نسمع البعض يدعون من الآن انهم ضمنوا اكثرية المقاعد في المجلس التأسيسي عندها يحق لنا أن نخاف على الديمقراطية.
إن انتخابات 23 اكتوبر ستغيّر وجه تونس. يجب ان نتحلى بالشجاعة لقول الأمور كما هي. والحقيقة هي اننا لم نتخلص من ديكتاتورية شبه عائلية لنقع من جديد في ديكتاتورية الإشهار السياسي باسم الدين.
بالطبع تونس جمهورية عربية دينها الإسلام ونحن متمسكون وفخورون بهذه الهوية، ولكن لنتصارح، لا يمكن استيراد نموذج حكم من الخارج تحت غطاء ديني. إن الأنظمة التي تستغل الدين تشكل خطراً على الحياة الديمقراطية.
قررت ان أكسر الصمت لأقول عالياً إن خطر العودة الى منطق الحزب الواحد لم يكن جدياً مثل ما هو اليوم حيث تشير الاحصاءات على إمكانية أن يحتكر حزب واحد غالبية الأصوات في المجلس التأسيسي.
عيون العالم شاخصة علينا ولن نسمح بأن تصبح تونس مثالاً خاطئاً يحتذى وحكراً على الأحزاب الدينية دون غيرها، بعدما كانت السباقة في إطلاق شرارة الثورات الديمقراطية في العالم العربي.
نحن مع حرية جميع الأحزاب في العمل السياسي بكل ديمقراطية ولكننا سنقف في وجه أي حزب آخر يحاول أن يستأثر بالأغلبية ويعرض الديمقراطية للخطر ، ولن نتراجع عن هذا الموقف ويمكنكم ان تعتمدوا على تصميمي واستعدادي لكل التحديات.
وفي تقديرنا فإنّ معظم الأحزاب الأخرى مكوّنة من الشخصيّات القديمة التي تنسب نجاح الثورة لنفسها ، وغالبيّة المترشحين للتأسيسي قادة الأحزاب، وأنا لست مثلهم و لن أترشّح لأي منصب سياسي حاليّا و سأظلّ مجرّد داعم ومساعد للجيل الصاعد المنبثق من رحم الثورة.
بقي أنّني أؤكّد لكم أنّ تواجد الاتحاد الوطني الحر في المجلس الوطني التأسيسي أمر محسوم ، نحن لا يهمّنا العدد ولكن الأكيد جدّا أنّنا سنصنعُ المفاجأة، إن 23 أكتوبر ليس غاية في حد ذاتها و لكنه البداية في خدمة الوطن تتطلّب التضحيات، بعدما تمتّعت الطبقة الحاكمة بالثروات وتخاذلت عن أداء واجباتها تجاه هذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.