كنا قد نشرنا في عدد سابق خبر اختطاف الشاب سليم بلغيث من قبل 3 رجال أعمال أحدهم صديق لوالده طالبوا عائلته بفدية قدرها 200 ألف دينار ولرفع اللبس عن بعض المعطيات زارنا الشاب سليم الى مقر الجريدة صحبة والديه ليسرد علينا تفاصيل الواقعة «الأليمة» التي عاشها والتي خلفت له آثارا نفسية كبيرة فاستهل حديثه معنا قائلا ان المظنون فيه وأحد حرفاء والده يملك مكتب محاسبة بجهة صفاقس اتصل به عشية يوم السبت وتحديدا على الساعة الخامسة مساء وطلب منه الالتحاق به بجهة رادس ومنها الى فوشانة ليأخذ سيارته من المنزل، وبحكم معرفة سليم بهذا الشخص لم يمانع الا أنه وبوصولهما أمام مستودع بالجهة أشار عليه بالوقوف ثم نزل من السيارة ودخل ذاك المستودع الذي يحوي 3 أشخاص «فصايل» ليخرج أحدهم بعد بضعة ثوان ويطلب من سليم الدخول بتعلة أن مرافقه يطلب منه ذلك وما ان دخل حتى أغلقوا باب المستودع وبادروا بسلبه هاتفه الجوال ونظارته ومفتاح سيارته. حاول الاستفسار فتفاجأ بمرافقه يأمر رجاله بمده بمادة «الزطلة» تحت التهديد ثم غادر على متن سيارة سليم ولو يرجع الا في حدود الساعة منتصف الليل وطلب منه الاتصال بوالده واعلامه بما حصل وباحضار مبلغ مالي قدره 600 ألف دينار وقال له: «يا نعيشو عيشة فل يا نتهردو الناس الكل». ورغم أن سليم أمضى 3 صكوك بنكية قيمتها 600 ألف دينار ومده اياهم الا أنه اصر على تمكينه اياه مبلغ 200 ألف دينارا نقدا وطلب منه الاتصال بأصدقائه ثم بوالدته لتوفير المال المطلوب خاصة وأن والده أعلمه أنه لا يستطيع باعتبار ان الظرف الزمني غير ملائم كما طلب منه التنازل له عن سيارته نوع «مرسيدس». ابتزاز قضى سليم ليلة السبت في ذاك المستودع صحبة بعض أفراد العصابة الذين سلبوه ملابسه وفي صبيحة يوم الاحد نقوله الى أحد المنازل بعد ان أعلموه أن مدة احتجازه ستطول وهناك بدأت رحلة الابتزاز مع والدته التي هددوها بقتل سليم اذا اتصلت برجال الأمن وهو ما فعلته حيث اتصلت بفرقة مقاومة الاجرام التي أحالتها على فرقة الأمن الوطني بالبحيرة وانطلقت الابحاث تتدخل والدة سليم لتروي لنا ما دار بينها وبين رئيس العصابة الذي اختطف ابنها فتقول انها اعتمدت أسلوب لين في التخاطب معه واقنعته بأنها لا تستطيع توفير المبلغ المطلوب باعتبار ان البنوك مقفلة والمبلغ ضخم ولابد له من قبول صك بنكي باسمها الخاص وطلبت منه ان يظل الموضوع سرا بينها وبينه والا يخبر أحدا محاولة منها ايهامه بأنها لم تعلم أي كان بجريمته واتفقا على اللقاء وسط العاصمة الا أنه اتصل بها مجددا وأعلمها انه غير مكان اللقاء الى جهة رادس فأوهمته ثانية أنها لا تعرف المنطقة فألح عليها ان تأتيه بمفردها وبين الحين والآخر كانت والدة سليم تتصل برجال الأمن الذين كانوا يتابعون الاحداث لحظة بلحظة للإطاحة بهذه العصابة «الخطيرة» بأن نصبوا لرئيسها كمينا ليتم إلقاء القبض عليه وعلى مرافقه لحظة لقائهما بوالدة سليم لتسلم الصك وهناك تم اقتيادهما الى القرجاني لاستنطاقهما حيث تم الاعتراف بمكان تواجد سليم ليتم مداهمة المكان وإلقاء القبض على من تواجد «بوكر الاحتجاز» فيما تحصن البقية بالفرار وهم اليوم محل تفتيش من قبل وحداث الأمن لما يشكلوه من خطر على سلامة البعض. من جهته نفى السيد عبد العزيز والد سليم أن يكون هؤلاء المختطفين من رجال الأعمال وأكد أن لا علاقة تربطه بهم ما عدا رئيس العصابة الذي اختطف «سليم» قد زاره ذات مرة بمكتبه في صفاقس وطلب منه مده بقانون أساسي لبعث مشروع بالعاصمة فجهز له ما طلبه دون ان يسلمه أجر تلك العملية ومنذ ذاك الحين لم تربطه به أية صلة.