شهدت العديد من المدن في مختلف أنحاء العالم أمس سلسلة تظاهرات للمطالبة بإحلال الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لوضع حد لجشع رأسماليين وسياسيين يريدون تدمير اقتصاديات العالم. انطلقت أمس من العاصمة الاسترالية سيدني مظاهرات عالمية للمطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولتوجيه صرخة غضب موحدة ضد الجشع والطمع اللذين يهددان بتدمير العالم والحكم على الملايين بالفقر المدقع وذلك في إطار ما أطلق عليه اليوم العالمي ضد جشع وفساد 1 بالمائة من الناس. عالم ضد الجشع وقال المحرر دانيال شريبر المقيم في العاصمة الألمانية إنه كان ينتظر هذا التحرك العالمي منذ سنة 2008ولكنه لم يحصل إلا الآن ووصف شريبر الاحتجاجات المنطلقة من سيدني والمبرمجة عبر العالم باعتبار الفارق في التوقيت بالتحركات السلمية ولكن العديد من البنوك «الكبرى» لم تسلم من رشق بالبيض والدقيق والطماطم. وكانت موجة الاحتجاجات انطلقت في الواقع بمقدمات عنيفة في مدينة ميلانو الايطالية منذ أمس الأول حيث هاجم متظاهرون ضد «الشركات الجمعة» مبنى أكبر بنك في ايطاليا ومقر شركات غولدمان ساكس الأمريكية وشهدت روما أمس أعمال شغب قرب المقر الروماني وسجل إحراق عدد من السيارات ومبنى تابع لوزارة الدفاع. وفي الفيليبين وتايوان شهدت المظاهرات «تحالفا» بين الشعارات المناهضة للجشع الرأسمالي أو الامبريالي وفق ما جاء في الشعارات المرفوعة وبين الشعارات المناهضة للحروب والمؤيدة للسلام. ومن آسيا عبرت المظاهرات إلى أوروبا الغربية وشهدت لندن من جهتها نسخة بريطانية لتظاهرة «لنحتل وول ستريت» الأمريكية التي أطلقها أمريكيون ضد مراكز المال والاعمال التي يقولون انها تحكم العالم. وكانت التظاهرة الأمريكية انطلقت في منتصف سبتمبر الماضي ولاحظ مراقبون أمس أنها بدأت بعد شهر فقط من التحول إلى تظاهرة عالمية. عدالة عالمية ورفع المتظاهرون من استراليا إلى آسيا وأوروبا الغربية وأمريكا شعارات تندد بجشع الشركات العالمية أو الشركات المتعددة الجنسيات التي تواصل نهب الشعوب في إفريقيا وآسيا. لكن المتظاهرين رفعوا أيضا شعارات ضد السلاح النووي وضد الاستعمار وأخرى تدعم حرية الشعوب وتدعم كفاحها وفق ما نقلته وكالات الأنباء عن متظاهرين من مختلف الاتجاهات. وقبل بدء مظاهرات السبت التي انتهت فجر اليوم باعتبار فارق التوقيت قال منظم فعاليات تظاهرة «لنحتل وول ستريت» إن التحركات الاحتجاجية عبر العالم ليوم أمس مبرمجة في الأصل لتشمل 950 مدينة في 82 بلدا في استراليا وآسيا وافريقيا وأوروبا وأمريكا.