استمرت المظاهرات المنددة بالنظام المالي العالمي الذي أنتج الفقر وبالسياسات الاقتصادية التي كرست الاستغلال والجشع . وقد انطلقت هذه الاحتجاجات في الولاياتالمتحدةالامريكية بحركة " احتلوا وول ستريت " والتي غزت كامل أرجاء البلاد. وقد أخذت هذه المظاهرات منعرجا آخر وتطورات خطيرة أرغمت الشرطة الامريكية على شن حملة اعتقالات واسعة النطاق شملت المحتجين والناشطين والمنظمين للمظاهرات , ففي شيكاغو أعلنت الشرطة عن اعتقال 175 متظاهرا يوم أمس وفي نيويورك اعتقلت الشرطة 92 شخصا وفي أريزونا 40 محتجا... ونجح الأمريكيون في تصدير هذه الاحتجاجات التي ضربت مختلف الدول الأوروبية فكانت البرتغال مسرحا لأكبر الاحتجاجات حيث شارك أكثر من 20 ألف شخص في العاصمة لشبونة ونفس العدد تقريبا احتج في " أوبورتو" بعد تواصل سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة. وفي بريطانيا اعتصم اليوم الاثنين أكثر من 250 متظاهرا وتعهدوا بالبقاء إلى أجل غير مسمى . وفي العاصمة الإيطالية روما كان المشهد دراميا ويذكر باحدى العواصم العربية حيث اشتبك آلاف من المتظاهرين الملثمين مع الشرطة وشهدت المدينة أعمال عنف غير مسبوقة أدت إلى وقوع 135 جريحا بينهم 105 من عناصر الشرطة بالإضافة إلى أضرار جسيمة في الممتلكات العامة قدرت بنحو مليون يورو مما جعل الحكومة تتوعد بالحزم المناسب. وغير بعيد عن إيطاليا شهدت اليونان أعنف موجة احتجاجات اشترك فيها أكثر من 4000 يوناني رافعين شعارات " اليونان ليست للبيع" ومنددين بسياسة التقشف التي أصبحت حلا بالنسبة لمعظم الدول الأوروبية. وقد شهدت العاصمة أثينا اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة خلفت عددا من المصابين. وفي باريس احتشد نحو ألفي شخص احتجاجا على سوء تصرف البنوك وفي ألمانيا تجمع 6000 شخص مرددين شعار " لن نبيع مستقبلنا للبنك المركزي الأوروبي " وشهدت سويسرا احتجاجا صغيرا أمام المركز المالي للعاصمة . كما كان للقارة الآسيوية نصيب كبير من الاحتجاجات حيث خرج المئات في العاصمة اليابانية طوكيو من المناهضين لاستعمال الطاقة النووية النووية. وفي تايوان احتشد المئات في بورصة " تايبيه" ورددوا قائلين" نحن 99 % من تايوان" وفي هونغ كونغ مقر البنوك الآسيوية للاستثمارات رفع المتظاهرون شعارات تصف البنوك بالسرطان. وفي الفليبين رفع المتظاهرون شعار تسقط الامبريالية الأمريكية أمام مقر السفارة الأمريكية وفي كوريا الجنوبية أيضا صار أكثر من 250 شخصا في الشوارع احتجاجا على جشع الشركات .