نفى السيد مصطفى بن جعفر الأمين العام لحزب التكتل من أجل العمل والحريات أي ائتلاف مع «النهضة» في المرحلة الحالية أو المقبلة داعيا في نفس الوقت الى تكوين حكومة مصلحة وطنية من خلال التواصل مع الأطراف السياسية المنتخبة. محمد بن عبد اللّه بن جعفر قال إن نهج الاستقطاب الثنائي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد عقيم في نتائجه ومحفوف بمخاطر تهدّد الأمن والاستقرار والسّلم الاجتماعي على غرار ما حدث في الأيام الأخيرة، كان ذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدها مصطفى بن جعفر صباح أمس بمقر الحزب بتونس العاصمة. استراتيجية الحزب الندوة الصحفية سلطت الأضواء علي استراتيجية الحزب قبل نهاية الحملة الانتخابية وعرضت تصوراته لما بعد 23 أكتوبر وبيّن خلالها الدكتور مصطفى بن جعفر تركيز حزبه لوضع الظروف الأفضل للعملية الانتخابية كما يطمح إليها الشعب التونسي وما تتطلبه من احترام للأخلاقيات السياسية وقانون اللعبة الانتخابية مع دعوة وسائل الاعلام الى ملازمة الحياد والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يحدث التوتر والاستفزاز وتقديم الأهم على المهم. اختيارات التكتل شدّد مصطفى بن جعفر على صحة خيارات التكتل التي تنسجم مع مطالب وأهداف الثورة بدءا برفضه المشاركة في حكومة محمد الغنوشي الأولى ووصولا الى رفضه لمناورة الاستفتاء كما كان التكتل أول حزب يقدم برنامجه للرأي العام والصحافة وأول حزب قدم حساباته ومصادر تمويله واليوم هو أول حزب يجيب عن التساؤلات المطروحة بمرحلة ما بعد 23 أكتوبر. «من أجل أصوات ناخبينا» احتراما لأصوات ناخبيه يرفض التكتل كما جاء على لسان أمينه العام أي تحالف غير أنه سيطرح مجموعة من المبادئ والأفكار ويدافع عنها تتمحور حول المشروع الحداثي والنظام المدني والتشبث بالهوية العربية الاسلامية والانفتاح على القيم الكونية مع الحفاظ على المكاسب وتطويرها. ماذا بعد 23 أكتوبر ؟ يطرح التكتل على المجلس التأسيسي انتخاب رئيس دولة ورئيس حكومة من أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي وهي حكومة مصلحة وطنية على أن لا تتعدى فترة عمل المجلس التأسيسي سنة واحدة تناغما مع مبادرة السيد عياض بن عاشور التي أمضى عليها 11 حزبا. الردود في ردّ لسؤال توجهت به «الشروق» حول إصرار الحزب على رفض أي نوع من التحالفات بيّن السيد مصطفى بن جعفر أن مناقشة مبادئ الدستور هي مبادئ ثابتة لكننا سننحاز الى الطرف الذي يتناغم مع مبادئنا. وفي ما يخص مواصلة برنامج الحكومة الحالية أكد أن للتكتل برنامجا تنمويا جديدا يقطع مع الماضي فالبرامج الحالية هي امتداد للماضي مع ضرورة التفكير في اجراءات مستعجلة ومتأكدة لمواجهة أهم القضايا وأخطرها كالبطالة. الرئاسة خلافا لما تردّد أكد السيد مصطفى بن جعفر نفيه أي اتفاق مع «النهضة» أو غيرها ليتولى منصب رئاسة الجمهورية مقدما شكره لمن رشحه لهذا المنصب الهام مشيرا أن توزيع المناصب والحقائب هو مجرد تخمينات ولا مجال للحديث في هذا الموضوع إلا بعد الانتخابات وبعد أن يقول الشعب كلمته الفصل وبعد التشاور مع جميع الأطراف والحساسيات. متفرّقات تحدث مصطفى بن جعفر عن بعض الاستقالات داخل التكتل وهي نتيجة عدم إيمان البعض بالمرحلة الجديدة التي يمرّ بها الحزب من مائة منخرط الى عشرات الآلاف. كما تحدث عن الأصوات المهدورة في الانتخابات نتيجة تعدد القائمات وهو ما سيحرم عدة أطراف من التواجد في المجلس التأسيسي. في ما يخص أحداث العنف الأخيرة بيّن الأمين العام أن المستفيد دائما في مثل هذه الحالات هي الأطراف ذات المرجعية الدينية. أشار مصطفى بن جعفر الى امكانية ضلوع بين أعداء الثورة وراء الأحداث الأخيرة في غياب أي تفسير مقنع لبث الفيلم في الوقت الحالي. التنديد بالاعتداءات التي تعرضت لها مقرات الحزب بجهة بن عروس متمنيا أن لا تكون وراءها أطراف سياسية.