واجهت مدينة المرسى النشاط الكبير الذي قامت به القائمات خلال فترة الحملة الانتخابية بشيء من البرود حيث بدا المواطن مستقيلا عن متابعة الحملة. «الشروق» تابعت الأجواء الإنتخابية في المرسى ورصدت إنطباعات المواطنين وبعض آرائهم واقتراحاتهم هدوء المدينة وجمالها وانتماء طبقة معينة إليها جعلها محل عناية خاصة من قبل بعض القائمات الانتخابية التي أرادت التوجه إليهم بخطاب معتدل وواضح لطمأنتهم حول مستقبل البلاد في ظل صعودهم للمجلس التأسيسي واستغلت القائمات الانتخابية الوضع في الاحياء الشعبية التي تنتمي لمدينة المرسى لتمرير برامجها عبر الاتصال بطريقة «الباب باب». ومن جهة لم يبد المواطن إهتماما بالقائمات المنشورة على الحيطان وواجهها بالتمزيق وباللامبالاة حيث لا تكاد تجد أكثر من شخص يقف أمامها ليحاول معرفة برامج كل منها أو التعرف على الأشخاص المنتمين لها. ويدرك من يتابع يوميا الحملة الانتخابية بالمرسى برود المشهد الانتخابي في أذهان المواطنين والسؤال : «هل حسموا أمرهم أم أنهم سيقاطعون الانتخابات؟ الإجابات التي وردت على لسان المواطنين عديدة ومختلفة لكن التردد في اختيار المترشح سمة جمعت بينهم. وكانت البداية مع دلندة والي الحزقي حيث أفادت أنه صحيح أن أهالي المرسى بعضهم متحمس للانتخابات والبعض الآخر يبدو غير متحمس وربما يعود ذلك لانعدام ثقتهم في الأحزاب ولبعدهم عن ممارسة السياسةوالإنخراط في العمل السياسي والتعبير عن أرائهم طيلة 23 سنة الماضية وأضافت أن تغيير العقليات يحتاج إلى وقت طويل بينما انتخابات التأسيسي جاءت في مدة وجيزة جدا وأعتبرت أنه مهما يكن من أمر فإن التونسي ليس بساذج وقادر على اختيار الأصلح لإعداد دستور للبلاد وقالت : « أنا كامرأة أريد من يتقدم بالبلاد إلى الأمام وليس من يعود بها إلى الوراء». وسألتها ضاحكة «إذا أنت حسمت أمرك واخترت من ترينه صالحا» فأجابت نعم سأصوت للقائمة التي تراهن على العلم والمعرفة والتي ستقدم دستورا كهديةلتونس. أجهل من هي؟ لبنة زايري صاحبةحضانة مدرسية قالت ل «الشروق» إن جهل المواطن لعديد الأحزاب يصعب عليهم عملية الإختيار الأمثل لمن يكون أهلا للصعود بالمجلس التأسيسي. وأوضحت : «أنا مقتنعة بضرورة التصويت ولكن أصوت لمن وكل من أتعاطف معه أسمع عنه أن له عيوبا وسيئات تجعلني لا أطمئن على تونس منه. وأضافت أن جهل برامجهم أيضا هو سبب من الأسباب التي تجعلني مترددة وختمت ومهما يكن فإني سأحاول اختيار القائمة التي تكون أكثر مصداقية. وجدناه بصدد التأمل في القائمات المعروضة على الحائط فأجاب العروسي بل رمضان هذا المتقاعد الذي قال : «أعرف الغث والسمين من القائمات لذلك حسمت أمري في اختيار الأمثل التأسيسي وأبتسم قائلا :« في الحقيقة أنا متعاطف مع الحزب الذي يترأسه أصيل المرسى فأنا مرساوي والأولوية لابن منطقتي». ونبيل الورهاني هو شاب أصيل المرسى وخريج الحقوق منذ 6 سنوات أعتبر أن الاصلاح لهذا البلد هو الذي يفكر في كرامة الانسان بتحقيق الشغل والصحة والحياة الكريمة. وقال : «صراحة ليست لي ثقة في الأحزاب لأنهم يغدقون علينا الوعود قبل الانتخابات وبعد وصولهم الحكم وتوليهم المناصب يهتمون بشؤونهم الخاصة وليس شؤون المواطن». وأضاف شخصيا سأقاطع الانتخابات لأني لم أعد أثق في أحد فمنذ 6 سنوات وأنا عاطل أني أتحدث أربع لغات ولي شهادة عليا. وشاكر الغانمي هو رب عائلة تتكون من أم وثلاثة أطفال عاطل عن العمل منذ الثورة وذلك بسبب سرقة محل المرطبات الذي يعمل فيه. وتساءل في ظل هذه الوضعية المزرية ونزيف المصاريف الذي لم أقو عليه (كراء أكل شرب) من عساني أختار؟وأضاف أنه في حاجة إلى من يخرجه من هذه الوضعية المتردية خاصة في ظل تباطؤ معتمدية المرسى عن منحه المساعدة التي وعده بها المعتمد لإعادة فتح المحل. وعن حسم أمره في الانتخابات قال : «سوف أختار الحزب الذي «يخاف ربي» لأنه من يخشى الله لن يظلم الناس.