السيد ياسين سعدي مستشار دولي في المركز الأوروبي للدراسات الإستراتيجية والاقتصادية بدأ منبهرا بالعرس الانتخابي الذي عاشته تونس بوابة الثورات العربية. يقول السيد ياسين سعدي أن بعض المصادر المقربة من بعض الأحزاب عبرت لأكثر من جهة أوروبية عن بعض الفتور وعدم اهتمام بالعملية الانتخابية من طرف التونسيين لكن منذ وصولي يومين قبل الاقتراع لاحظت ان الشعب التونسي ينتظر بفارغ الصبر الساعة صفر لطي صفحة الحزب الواحد والتيار الأحادي. الحرية أم الإبداع ويضيف محدثنا انه تجول يوم الأحد بين أكثر من 15 مكتب اقتراع في تونس وأريانة ومنوبة ويقول: «ذهلت عندما رأيت صفا طويلا جدا أمام أول مكتب اقتراع أزوره بنهج مرسيليا فالمواطنون عرضة لحرارة الشمس ولم يضجروا واتسموا بالصبر وتبجيل الكبير والمعوق والمريض وكان الصف مزيجا بين المرأة المتحجبة وغير المتحجبة و«المتسفسرة» وهي صورة من أروع الصور فهذه هي تونس من خلال طابور الانتظار قبل صندوق الاقتراع». ويؤكد السيد ياسين ان تونس عاشت مرحلة دقيقة زادتها صعوبة الأزمة الليبية ورغم ذلك فقد تمكنت من تجاوز كل الصعوبات وإعداد العدة لإنجاح المسار الانتخابي. ملاحظات عادية وعن التجاوزات والاخلالات إن وجدت بين محدثنا ان بعض الملاحظات السلبية سجلت من خلال محاولة التأثير على الناخبين وتوجيههم نحو أرقام معينة وكذلك بعض الملصقات أو استعمال الهاتف الجوال داخل بعض مكاتب الاقتراع وهذه الملاحظات لا تخلو منها أي عملية انتخابية في كل دول العالم ويؤكد محدثنا بكل حماس أن على الدول المتقدمة والتي استقلت قبل تونس أن تتعلم من التجربة التونسية وتنسج على منوالها وهنا أصر على توجيه الشكر للجنة المستقلة للانتخابات وللحكومة المؤقتة على ما بذلوه لإنجاح انتخابات المجلس التأسيسي. مستقبل تونس والأمة العربية يضيف السيد ياسين سعدي انه على تونس أن تنتقل لبناء نظام برلماني مبني على التسامح وقبول الآخر والكرامة والحرية والعدالة وهي مطالب إنسانية أساس الدولة الحديثة. وتونس التي ألهمت الثورات العربية يجب أن تعلم أن الأنظار متجهة صوبها وان الشعوب العربية تنتظر شحنة أمل فما كان ممكنا في تونس غير مستحيل في بقية الدول.